Page 102 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام
P. 102
ﻟﻌﺪﻡ ﺻﺤﺘﻬﺎ ﻓﻼ ﻧﻮﺭﺩﻫﺎ( ) .(٢٧٨ﻛﻤﺎ ﻓﻨﺪ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﶈﺪﺛﲔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳـﺎﺕ ﺍﻟﺰﺍﺋﻔـﺔ
ﻭﺑﻴﻨﻮﺍ ﺑﻄﻼﺎ) .(٢٧٩ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﺎ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺃﺿﻴﻔﻪ ﻫﻨﺎ ﺇﱃ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻗﺪﳝﺎﹰ ﻭﺣﺪﻳﺜﹰﺎ ﰲ
ﻧﻘﺪﻫﻢ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﻭﺗﻔﻨﻴﺪ ﺃﺳﺎﻧﻴﺪﻫﺎ ،ﺃﻧﲏ ﻭﺟﺪﺕ ﲨﻴﻊ ﺃﺳﺎﻧﻴﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺗﻨﺘـﻬﻲ ﺇﱃ
ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻭﻟﺪﻭﺍ ﲨﻴﻌﺎﹰ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﻟﺪ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻟﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺟﺢ ﺑـﲔ ﻋـﺎﻣﻲ -٣٥
٤٠ﻫـ ،ﻭﻋﺎﺷﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﺵ ﻓﻴﻪ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺃﻭ ﺑﻌﺪﻩ ﺑﻘﻠﻴﻞ ،ﻭﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺗﺘﻌـﺪﻯ ﰲ
ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺳﻨﺪﻫﺎ ﻋﺼﺮ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﳑﺎ ﻳﺜﺒﺖ ﻗﻄﻌﹰﺎ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﺰﺍﺋﻔﺔ ﻣـﺄﺧﻮﺫﺓ ﻣـﻦ
ﺍﻹﻓﻚ ﻭﺍﻟﺒﻬﺘﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻗﺘﺮﻓﻪ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻭﺃﺷﺮﻧﺎ ﺇﱃ ﻧﺼﻪ ﺁﻧﻔﺎﹰ ).(٢٨٠
ﻭﻳﺘﺒﲔ ﺯﻳﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﳌﻠﻔﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﺧﺘﺮﻋﻬﺎ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻭﺗﺴـﺮﺑﺖ ﺇﱃ ﺑﻌـﺾ ﻛﺘـﺐ
ﺍﳌﻔﺴﺮﻳﻦ ﻭﺍﳌﺆﺭﺧﲔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻣﻦ ﺇﻳﺮﺍﺩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻨﱯ ﺑﺰﻳﻨﺐ ﺑﻨﺖ ﺟﺤﺶ.
ﻓﻬﻲ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ، ﺇﺫ ﺃﺎ ﺍﺑﻨﺔ ﻋﻤﺘﻪ ﺃﻣﻴﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻄﻠﺐ .ﻭﻳﻌﺮﻓﻬـﺎ ﻣﻨـﺬ
ﺻﻐﺮﻫﺎ .ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻥ ﻳﺰﻳﻞ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﻕ ﺍﻟﻄﺒﻘﻴﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻓﻀﻞ ﳌﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺁﺧﺮ
ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﻟﻴﻮﺿﺢ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻌﺪ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﳎﺎﻝ ﻟﻠﺘﻔﺎﺧﺮ ﺑﺎﻷﺣﺴﺎﺏ ﻭﺍﻷﻧﺴﺎﺏ .ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠـﻰ
) (٢٧٨ﺗﻔﺴﲑ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﲑ ﺹ. ١٠٦٠
) (٢٧٩ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﺍﻟﱵ ﻓﻨﺪﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺰﺍﺋﻔﺔ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :ﺯﺍﻫﺮ ﻋﻮﺍﺽ ﺍﻷﳌﻌـﻲ :ﻣـﻊ ﺍﳌﻔﺴـﺮﻳﻦ
ﻭﺍﳌﺴﺘﺸﺮﻗﲔ ﰲ ﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻨﱯ ﺑﺰﻳﻨﺐ ﺑﻨﺖ ﺟﺤﺶ :ﺩﺭﺍﺳﺔ ﲢﻠﻴﻠﻴﺔ ﻷﺑﻌـﺎﺩ ﺍﳌﻮﺿـﻮﻉ ﻭﺧﻄﻮﺭﺗـﻪ ﺍﻟﻘـﺎﻫﺮﺓ
١٣٩٦ﻫـ١٩٧٦ /ﻡ ؛ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻲ ﺷﻌﻮﻁ :ﺃﺑﺎﻃﻴﻞ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﻤﺤﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻳﺦ ،ﺍﻟﻘـﺎﻫﺮﺓ ١٣٩٦ﻫــ /
١٩٧٦ﻡ ،ﺹ ٨٦-٧٥؛ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ :ﻓﻘﻪ ﺍﻟﺴﲑﺓ ،ﺩﻣﺸﻖ ١٤٠٧ﻫـ ١٩٨٧ /ﻡ ،ﺹ٤٤٢-٤٣٩؛ ﺳـﻴﺪ
ﻗﻄﺐ :ﰲ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺝ /٥ﺹ٢٨٧١-٢٨٦٨؛ ﳏﻤـﺪ ﻋﻠـﻲ ﺍﻟﺼـﺎﺑﻮﱐ :ﺍﻟﻨﺒـﻮﺓ ﻭﺍﻷﻧﺒﻴـﺎﺀ ،ﺑـﲑﻭﺕ
١٣٩٠ﻫـ١٩٧٠ /ﻡ ،ﺹ ١٠١-٩٩؛ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺼﺎﺑﻮﻥ :ﺭﻭﺍﺋﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺗﻔﺴﲑ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻣـﻦ ﺍﻟﻘـﺮﺁﻥ
ﺑﲑﻭﺕ ١٣٩١ﻫـ ١٩٧١ /ﻡ ،ﺝ / ٢ﺹ. ٣٢٧-٣١٧
) (٢٨٠ﻟﻘﺪ ﺷﻌﺮ ﺃﺳﺘﺎﺫﻧﺎ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻲ ﺷﻌﻮﻁ ،ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ،ﺑﺎﻷﺳﻰ ﻭﺍﳊﺰﻥ ﻟﻮﺭﻭﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼـﺔ ﺍﳌﻠﻔﻘـﺔ ﰲ
ﺑﻌﺾ ﻛﺘﺐ ﺍﳌﻔﺴﺮﻳﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻇﺎﻧﺎﹰ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻓﺄﻋﻄﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﺳﻼﺣﺎﹰ ﻟﻠﻤﺴﺘﺸﺮﻗﲔ ﻟﻠﻄﻌـﻦ ﰲ
ﺍﻟﻨﱯ ، ﺍﻧﻈﺮ ﺃﺑﺎﻃﻴﻞ ﳚﺐ ﺃﻥ ﲤﺤﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺹ ، ٨١-٨٠ﻟﻜﻨﻨﺎ ﺃﺛﺒﺘﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﳌﻠﻔﻘﺔ ﺑـﺪﺃﺕ ﺃﻭﻻﹰ ﻣـﻦ
ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻧﺒﻴﻪ . ﻭﻭﺍﺿﻊ ﺍﻟﺒﺬﺭﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﳌﺴـﻤﻮﻣﺔ ﺍﻟـﱵ
ﺍﻧﺒﺜﻘﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻻﺳﺘﺸﺮﺍﻕ ﻭﺍﻟﺘﻨﺼﲑ ﺍﳌﻮﺟﻬﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﲔ .
١٠٠
