Page 105 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام
P. 105
ﺗﺎﺳﻌًﺎ :ﺃﻣﺎ ﻗﻮﻝ ﻳﻮﺣﻨﹰﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﰲ ﺎﻳﺔ ﻓﻘﺮﺗﻪ ﺍﳌﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺁﻧﻔﺎﹰ ) :ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﺜﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺻـﺎﻳﺎ ﺍﻟـﱵ
ﻳﻌﻄﻴﻬﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ] :ﺍﺣﺮﺛﻮﺍ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﱵ ﺍﷲ ﺃﻋﻄﺎﻛﻢ ﻭ ﲨﻠﻮﻫﺎ ﻭﺍﻓﻌﻠـﻮﺍ ﻫـﺬﺍ ﰲ ﻫـﺬﻩ
ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ [ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻘﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﺎﺣﺶ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻌﻞ [ ﻓﻴﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﻫﺬﺍ
ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﻳﻀﺮﺏ ﻣﺜ ﹰﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ – ﻭﻟﻴﺲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ – ﻭﺿـﻌﻬﺎ ﰲ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻭﺭﺩ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺣﺴﺐ ﻓﻬﻤﻪ ﺍﻟﺴﻘﻴﻢ ﻟﻘﻮﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ²M :
.(٢٨٨) L º¹ ¸ ¶ µ ´ ³ﰒ ﻳﻌﻠﻖ ﻋﺪﻭ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻓﻌﻞ ﻣﻦ
ﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺶ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻛﺜﲑﺓ ،ﺃﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﰲ ﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ .ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﺍﻟﻜﺬﻭﺏ ﺃﺛﺮ ﺑﻌﻴﺪ
ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻣﻨﻬﺠﺎﹰ ﻭﻗﺎﻋﺪﺓ ﳍﻢ ،ﻭﺗﺼﻮﺭﻭﺍ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻠﻔﻘﻮﻧﻪ ﻭﳜﺘﺮﻋﻮﻥ ﻣـﻦ
ﺻﻮﺭ ﺟﺎﳏﺔ ﻭﺃﻛﺎﺫﻳﺐ ﻓﺎﺿﺤﺔ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻧﺒﻴﻪ .(٢٨٩)
ﰒ ﻳﻨﺤﺪﺭ ﻳﻮﺣﻨﹰﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﺇﱃ ﺍﻻﺳﺘﻬﺰﺍﺀ ﻭﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻬﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭﻣـﻦ
ﺃﻭﺻﺎﻑ ﺑﻌﺾ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳉﻨﺔ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺍﳌﺸﻮﻩ ﻋﻦ ﻧﺎﻗﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﱵ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻟﺮﺳـﻮﻟﻪ ﺻـﺎﱀ
، ﻓﻴﻘﻮﻝ ) :ﻭﻓﻮﻕ ﺫﻟﻚ ،ﻳﻮﺟﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻧﺎﻗﺔ ﺍﷲ ،ﻋﻨﻬﺎ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻧﻪ ﻛـﺎﻥ ﻫﻨـﺎﻙ
ﻧﺎﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺍﻋﺘﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺸﺮﺏ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻛﻠﻪ ﺇﱃ ﺣﺪ ﺃﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﲤﺮ ﺑﲔ ﺟﺒﻠﲔ ،ﺑﺴـﺒﺐ ﺃﻧـﻪ ﱂ
ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻜﺎﻥ ﻳﺘﺴﻊ ﳍﺎ ﺣﱴ ﲤﻀﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ،ﻭﻳﻮﺟﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﻮﻡ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻜﺎﻥ ،ﻫـﻮ ﻳﻘـﻮﻝ ،
ﻭﰲ ﻳﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺸﺮﺑﻮﻥ ﺍﳌﺎﺀ ،ﻭﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﺗﺸﺮﺑﻪ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﱄ ،ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻫﻲ ﺗﺸﺮﺏ ﺍﳌـﺎﺀ ﻫـﻲ
ﺗﻄﻌﻤﻬﻢ ﺑﺘﻘﺪﱘ ﻟﺒﻨﻬﺎ ﳍﻢ ﺑﺪ ﹰﻻ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺀ .ﻭﻋﻨﺪﺋﺬ ،ﺛﺎﺭ ﺷﺨﺺ ﺷﺮﻳﺮ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﻗﺘﻞ ﺍﻟﻨﺎﻗـﺔ .
ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ،ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺎﻗﺔ ﺻﻐﲑﺓ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺴﻠﻬﺎ ،ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﹸﻗﺘﻠﺖ ﺃﻣﻬﺎ ﺍﺷﺘﻜﺖ ﺇﱃ
ﺍﷲ ﻓﺮﻓﻌﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ .ﻭﳓﻦ ﻧﻘﻮﻝ ﳍﻢ ) :ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻭﺟﺪﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ؟( ﻫﻢ ﳚﻴﺒﻮﻥ ﺃﺎ ﻛﺎﻧـﺖ ﻣـﻦ ﺍﷲ .
) (٢٨٨ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ = ٢٢٣ :ﻭﺍﻧﻈﺮ :ﺍﺛﺮ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻼﺣﻘﺔ.
) (٢٨٩ﺳﺘﺮﺩ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ .
١٠٣
