Page 109 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام
P. 109
ﺍﻟﺸﺮﻛﻴﺔ ﻭﻳﻨﺴﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ .ﻭﻫﻮ ﻳﻬﺪﻑ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ – ﺑﻌﺮﺿﻪ ﻫﺬﺍ – ﺇﱃ ﺗﻘﻮﻳـﺔ ﺇﳝـﺎﻢ
ﻭﺗﺮﺳﻴﺦ ﻗﻨﺎﻋﺎﻢ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺸﺮﻛﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ .
اﻟﺜﺎﻧﯿ ﺔ :ﺍﳌﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﻗﺼﺔ ﻧﱯ ﺍﷲ ﺻﺎﱀ ﻣﻊ ﻗﻮﻣﻪ ﲦﻮﺩ ﻭﺩﻋﻮﺗﻪ ﳍﻢ ﻭﺗﺄﻳﻴﺪ ﺍﷲ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻨﺎﻗﺔ ﺁﻳﺔ ﻭﻣﻌﺠﺰﺓ ﱂ
ﺗﺮﺩ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﻘﺪﺱ .ﻭﺟﺎﺀ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻓﻘﻂ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ .ﻟﺬﻟﻚ ﺍﲣﺬ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸـﻘﻲ
ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎﺩﺓ ﻟﻠﺘﺸﻮﻳﻪ ﻭﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻬﺰﺍﺀ ﻣﺘﻨﺎﺳﻴﺎﹰ ﺃﻥ ﰲ ﻣﻘﺪﻭﺭ ﺃﻱ ﻣﻠﺤﺪ ﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻷﻧﺒﻴـﺎﺀ
ﺃﻥ ﻳﻄﺒﻖ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻴﺴﺨﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ .ﻓﻴﺨﺎﻃﺐ ﺍﳌﻼﺣﺪﺓ
ﻹﺿﺤﺎﻛﻬﻢ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻣﺜﻼﹰ :ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺼﺎ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﻓﺠﺄﺓ ﺇﱃ ﺃﻓﻌﻰ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺗﺴﻌﻰ
ﻭﺗﺒﺘﻠﻊ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﳊﻴﺎﺕ ﻭﺍﳊﺒﺎﻝ ﻭﺍﻟﻌﺼﻰ ،ﰒ ﺗﻌﻮﺩ ﻓﺠﺄﺓ ،ﻭﺗﻀﺮﺏ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻓﻴﻨﺤﺴﺮ ﻣﻨﻪ ﻃﺮﻳـﻖ
ﻋﻈﻴﻢ ﳝﻜﻦ ﻟﻠﺤﺸﻮﺩ ﺃﻥ ﲤﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ،ﻭﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺼﺎ ﺗﻀﺮﺏ ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ ﻓﺘﺘﻔﺠـﺮ ﻣﻨـﻬﺎ
ﺍﻷﺎﺭ ..ﺍﱁ .ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﺇﻧﻨﺎ ﻟﻮ ﻃﺒﻘﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﻌﻲ ﺍﻟﺴـﺎﺧﺮ ﺍﳌﹸﺘـﻬﻜﱢﻢ –
ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻪ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ – ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻨﺼـﺮﺍﻧﻴﺔ ﻛﺎﻟﺘﺠ ﺴـﺪ ﻭﺍﻟﺜـﺎﻟﻮﺙ
ﻭﺍﻟﺼﻠﺐ ﻭﺍﻟﻔﺪﺍﺀ ﻭﺃﻥ ﺑﲏ ﺁﺩﻡ ﻭﺭﺛﻮﺍ ﺧﻄﻴﺌﺔ ﺃﺑﻴﻬﻢ ﺁﺩﻡ ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺗﻜﻔﲑ ﺗﻠﻚ ﺍﳋﻄﻴﺌﺔ ﺇﻻ
ﺑﺼﻠﺐ ﺍﺑﻦ ﺍﷲ ﺍﳌﺰﻋﻮﻡ ﻫﺬﺍ ﻓﻀﻼﹰ ﻋﻤﺎ ﰲ ﺷﺮﺍﺋﻌﻬﻢ ﻭﻃﻘﻮﺳﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻣـﻮﺭ ﺗـﺜﲑ ﺍﻟﺴـﺨﺮﻳﺔ
ﻭﺍﻻﺳﺘﻬﺰﺍﺀ .ﻟﻜﺎﻥ ﻭﻗﻊ ﻫﺬﺍ ﺃﺷﺪ ﺇﻳﻼﻣﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ .ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﻌﻠﻖ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳـﻼﻡ
ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻄﺎﻋﻦ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ﻓﻴﻘﻮﻝ ) :ﻓﻤﺎ ﻣﻦ ﻣﻄﻌﻦ ﻣﻦ ﻣﻄﺎﻋﻦ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻳﻄﻌﻦ ﺑـﻪ
ﻋﻠﻰ ﳏﻤﺪ ﺇﻻ ﻭﳝﻜﻦ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻋﻴﺴﻰ ( ).(٢٩٨
اﻟﺜﺎﻟﺜ ﺔ :ﱂ ﻳﻜﻦ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﺑﺪﻋﹰﺎ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻬﺰﺍﺀ ﺑﺎﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻓﺎﳌﺸﺮﻛﻮﻥ ﺳﺨﺮﻭﺍ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﱯ ﻭﺍﺳﺘﻬﺰﺅﻭﺍ ﺑﻪ ﻭﲟﺎ ﺃﻧﺰﻟﻪ ﺍﷲ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪ ﺍﷲ ﻧﺒﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﲔ
ﺗﻌﺮﺿﻮﺍ ﻟﻠﺴﺨﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻬﺰﺍﺀ .ﻗﺎﻝ ﺗﻌـﺎﱃ 1 0 / . - , +M :
،(٢٩٩) L 7 6 5 4 3 2ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ zyxw vuM :
) (٢٩٨ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ :ﺍﳉﻮﺍﺏ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ،ﺝ /٢ﺹ. ٦
) (٢٩٩ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ . ١٠ :
١٠٧
