Page 114 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام
P. 114
ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺜﲑ ﰲ ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﳊﻘﺪ ﻭﺍﻻﴰﺌﺰﺍﺯ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﳑـﺎ ﳚﻌﻠـﻬﻢ ﻳﺘﻤﺴـﻜﻮﻥ
ﺑﻌﻘﺎﺋﺪﻫﻢ ﺍﻟﻀﺎﻟﺔ ﻭﺷﺮﺍﺋﻌﻬﻢ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ.
ﻭﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ،ﻓﺈﻥ ﻗﺼﺔ ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ ﱂ ﺗﺮﺩ ﰲ ﺃﻧﺎﺟﻴﻞ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ .ﻭﻗﺪ ﺍﻧﻔﺮﺩ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜـﺮﱘ
ﺑﺬﻛﺮﻫﺎ .ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘﺮﺁﱐ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﱪ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﻭﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﱂ ﻳـﺮﺩ ﺫﻛﺮﻫـﺎ ﰲ
ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ .ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺪﻑ ﻳﻮﺣﻨﺎﹰ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻣﻦ ﺇﻳﺮﺍﺩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻟﻘﺮﺍﺋﻪ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺑـﺄﻥ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻫﺮﻃﻘﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺟﺎﺀﺕ ﻓﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻭﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻨﺼـﺎﺭﻯ ﻗـﺪ
ﺯﺍﺩﻭﺍ ﺃﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﺿﻼﻻﹰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﻌﻠﻮﻫﻢ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﻧﺎﺟﻴﻠﻬﻢ ﺍﶈﺮﻓﺔ ﻫﻲ ﺍﳊﻘﻴﻘـﺔ ﺍﳋﺎﻟﺼـﺔ
ﻭﺍﻟﺼﺪﻕ ﺍﳌﻄﻠﻖ .ﻭﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﻟﻜﻞ ﺩﻳﻦ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻧﺎﺟﻴﻞ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ
ﻻ ﻳﺮﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﰲ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻳﻌﺘﱪﻭﻧﻪ ﻫﺮﻃﻘﺔ ،ﻭﻳﺮﻓﻀﻮﻥ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻛـﻞ ﻗﺼـﺔ ﺃﻭ
ﺗﻔﺼﻴﻞ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ﱂ ﻳﺮﺩ ﰲ ﻛﺘﺎﻢ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﻪ .
ﺛﺎﻧﯿ ًﺎ :ﻳﻌﺎﻭﺩ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﰲ ﺧﺘﺎﻡ ﻓﺼﻠﻪ ﺗﺮﺩﻳﺪ ﺯﻋﻤﻪ ﺍﻟﻜﺬﻭﺏ ﺃﻥ ﺳﻮﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﳎﺮﺩ ﺣﻜﺎﻳـﺎﺕ
ﺗﺎﻓﻬﺔ ﺟﺪﻳﺮﺓ ﺑﺎﻟﻀﺤﻚ .ﻭﻫﺪﻓﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺗﻮﻛﻴﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟـﺰﻋﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃـﻞ ﰲ ﻋﻘـﻮﻝ ﻗﺮﺍﺋـﻪ
ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ .ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻨﺎ ﻫﺪﻑ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻋﻢ ﺍﻟﻜﺬﻭﺏ) .(٣١٣ﻏﲑ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻋﻢ ﺍﻟﺰﺍﺋـﻒ
ﺣﻔﺰ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﺍﻟﻐﺮﺑﻴﲔ ﰲ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ،ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺩﻳـﺪﻩ ﰲ ﻛﺘﺎﺑـﺎﻢ
ﻭﺟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﱵ ﺯﻋﻢ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﺃﻧﻪ ﺣﺬﻓﻬﺎ ﺑﺴـﺒﺐ ﻛﺜـﺮﺓ
ﻋﺪﺩﻫﺎ ،ﻓﺎﻋﺘﱪﻭﺍ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻭﺍﳌﻨﺎﻗﺐ ﻭﺍﻟﺸﻌﺎﺋﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﺎﻓﻬﺔ ﻭﺯﺍﺋﻔﺔ ﺪﻑ ﲢﺼـﲔ
ﳎﺘﻤﻌﺎﻢ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻣﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﺮﺏ ﻭﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ).(٣١٤
ﺛﺎﻟﺜ ًﺎ :ﻭﻳﺒﻠﻎ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺸﻮﻳﻪ ﻭﺍﻹﺿﻼﻝ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﺿـﻊ ﺷـﺮﻳﻌﺔ
ﺍﳋﺘﺎﻥ ﻹﺗﺒﺎﻋﻪ .ﻭﻳﺘﻨﺎﺳﻰ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻌﲑﺓ ﻫﻲ ﺳﻨﺔ ﺃﰊ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ .ﺣﻴﺚ
ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﻘﺪﺱ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺰﻋﻢ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﻪ ،ﺃﻥ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ ﻹﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ) :ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻧـﺖ
) (٣١٣ﺍﻧﻈﺮ ﻗﺒﻞ.
) (٣١٤ﺍﻧﻈﺮ ﺑﻌﺪ .
١١٢
