Page 111 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام
P. 111
ﻭﻋﺪﻡ ﲰﺎﻋﻬﻢ ﻣﺎ ﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺪ ﻫﺠﺮﻢ .ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﻏﺮﺍﺑﺔ ﺃﻥ ﻳﺸﻬﺪ ﳍﻢ ﺍﻟﻨﱯ
ﺑﺎﻟﻔﻀﻞ ﻭﺃﻥ ﳍﻢ ﻫﺠﺮﺗﲔ).(٣٠٤
ﻭﻟﻦ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭﺗﺼﻮﺭﻩ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺇﻻ ﺑﺎﻹﳝـﺎﻥ ﺑﺎﻟـﺪﺍﺭ ﺍﻵﺧـﺮﺓ .
ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻳﻮﻡ ﻋﻈﻴﻢ ﻻ ﻣﺮﺍﺀ ﰲ ﻗﺪﻭﻣﻪ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ﻓﻴﺤﺎﺳﺒﻬﻢ ﺣﺴﺎﺑﹰﺎ ﺩﻗﻴﻘـﺎﹰ
ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﻢ ﺍﻷﻭﱃ ba`_^]\[ZY X W M :
.(٣٠٥) L cﻓﺈﻣﺎ ﻧﻌﻴﻢ ﺑﺎﺳﻢ – ﳝﺮﺡ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﺧﻴﺎﺭ ﻭﻳﺴﺘﺮﳛﻮﻥ ﻭﺇﻣﺎ ﺟﺤﻴﻢ ﻣﺸﺆﻭﻣﺔ ﻳﺸـﻘﻰ
ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﺷﺮﺍﺭ ﻭﻳﻜﺘﺌﺒﻮﻥ ).(٣٠٦
ﻭﻗﺪ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﰲ ﻭﺻﻒ ﺃﻫﻮﺍﻝ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻣﺸﺎﻫﺪﻫﺎ ،ﻭﻭﺻﻒ ﺍﳉﻨﺔ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣـﻦ
ﻧﻌﻴﻢ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮﻳﻦ .ﻓﻨﺠﺪ ﺳﻮﺭﺍﹰ ﻛﺜﲑﺓ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺫﻟـﻚ
ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳌﺜﺎﻝ :ﻕ ،ﻭﺍﻟﻄﻮﺭ ،ﻭﺍﻟﺮﲪﻦ ،ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ،ﻭﺍﳊﺎﻗﺔ ،ﻭﺍﳌﻌﺎﺭﺝ ،ﻭﺍﳌـﺪﺛﺮ ،
ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻭﺍﻟﻨﺒﺄ ،ﻭﺍﻟﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ،ﻭﻋﺒﺲ ،ﻭﺍﻻﻧﻔﻄﺎﺭ ،ﻭﺍﻻﻧﺸﻘﺎﻕ ،ﻭﻏﲑﻫﺎ .ﻭﺇﺫﺍ
ﺗﺄﻣﻠﻨﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﳒﺪ ﺃﻭﺻﺎﻑ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻧﻌﻴﻢ ﺍﳉﻨﺔ ﻭﻋﺬﺍﺏ ﺟﻬﻨﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻔﺼـﻞ
ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺜﻠﻪ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ،ﻻ ﰲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﻭﻻ ﰲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ .ﺣﻴـﺚ ﻻ
ﳒﺪ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺇﻻ ﺃﻭﺻﺎﻓﹰﺎ ﳎﻤﻠﺔ ﻭﻣﺒﻬﻤﺔ ﻣﺜﻞ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻨﻮﻧـﺔ ،ﻭﺍﻟﺴـﻌﺎﺩﺓ ﺍﻷﺑﺪﻳـﺔ ،
ﻭﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﺴﺮﻣﺪﻱ ﻭﳓﻮ ﺫﻟﻚ ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻴﺰﺓ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﱯ ﺣﻴـﺚ ﻭﺻـﻔﺎ
ﻣﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،ﻭﻧﻌﻴﻢ ﺍﳉﻨﺔ ،ﻭﻋﺬﺍﺏ ﺟﻬﻨﻢ ،ﻭﺻﻔﹰﺎ ﻣﻔﺼ ﹰﻼ ﱂ ﻳﺮﺩ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﻷﻥ
ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﳌﺼﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﲑ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﲨﻴﻌﹰﺎ ،ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺩﻋﻰ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻴـﺪﺓ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴـﺪ
ﺍﳋﺎﻟﺺ ﺍﻟﱵ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺎ ﻋﺒﺎﺩﻩ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻣـﻦ ﺃﺳـﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﻘـﺮﺁﻥ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﻏﻴـﺐ
ﻭﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺣﱴ ﳜﻠﺼﻮﺍ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﻭﻃﺎﻋﺘﻪ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﺃﻭﺍﻣﺮﻩ ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﻧﻮﺍﻫﻴـﻪ .
) (٣٠٤ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ )ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ( ﺝ ٧ﺣﺪﻳﺚ ﺭﻗﻢ ٣٨٧٦ﺹ. ٢٢٧
) (٣٠٥ﺍﻟﺰﻟﺰﻟﺔ . ٨-٧ :
) (٣٠٦ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ :ﻓﻘﻪ ﺍﻟﺴﲑﺓ ،ﺹ. ٩٣
١٠٩
