Page 112 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام
P. 112
ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﲤﻴﺰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﺳﻮﺃ ﺍﻷﺛﺮ ﰲ ﻧﻔﺲ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ .ﻭﻟـﺬﻟﻚ
ﺃﺧﺬ ﻳﺴﺨﺮ ﻣﻦ ﻭﺻﻒ ﺑﻌﺾ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳉﻨﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ .ﻭﻭﺿﻊ ﺑﺬﻟﻚ ﻗﺎﻋـﺪﺓ
ﺍﻧﻄﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺑﻴﺰﻧﻄﺔ ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ ﰲ ﻣﻬﺎﲨﺔ ﺃﻭﺻﺎﻑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻨﻌﻴﻢ ﺍﳉﻨﺔ ﻭﺯﻋﻤـﻮﺍ
ﺃﻥ ﺍﳉﻨﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺟﻨﺔ ﺣﺴﻴﺔ ﺷﻬﻮﺍﻧﻴﺔ ﻏﲑ ﺭﻭﺣﻴﺔ ).(٣٠٧
اﻟﺨﺎﻣﺴ ﺔ :ﻭﰲ ﺎﻳﺔ ﻓﻘﺮﺗﻪ ﳛﻜﻢ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﺍﻟﻀـﺎﻟﺔ ﺯﺍﻋﻤـﹰﺎ
ﺃﻥ ﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﺗﺪﺧﻞ ﰲ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺍﳊﻤﲑ ﰲ ﻋﺬﺍﺏ ﺟﻬﻨﻢ ﺍﻷﺑﺪﻱ .ﻭﻳﻜـﻮﻥ ﺑـﺬﻟﻚ ﺃﻭﻝ ﻣـﻦ
ﺃﺻـﺪﺭ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﳊﺮﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺿﺪ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺣﻴﺚ ﺳﺎﺭ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﻛﺘـﺎﺏ ﺍﻟﻐــﺮﺏ
ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺎﻩ ﻓﺄﺻﺪﺭﻭﺍ ﺃﺣﻜﺎﻣﹰﺎ ﻣﺸﺎﺔ ﺿﺪ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭﻧﺒـﻴﻬﻢ ﳏﻤـﺪ ﻛﻤـﺎ ﺳـﻨﺮﻯ ﰲ
ﺍﻟﻜـﺘﺐ ﺍﻵﺗﻴﺔ ):(٣٠٨
ﻭﳜﺘﻢ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻓﺼﻠﻪ ﺍﳌﻠﺊ ﺑﺎﻟﺘﺸﻮﻳﻪ ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﻴﻖ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﻧﺼﻪ ) :ﻣﻌﻤﻴﺚ Mametﺃﻳﻀـﺎﹰ
ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ .ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ :ﺇﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻣﺎﺋﺪﺓ ،ﻭﻫﻲ ﺃﹸﻋﻄﻴـﺖ ﻟـﻪ ،ﻷﻧـﻪ
ﻳﻘـﻮﻝ ،ﻫﻮ ﺃﺧﱪﱐ :ﺃﻧﺎ ﺃﻋﻄﻴﺖ ﻟﻚ ﻭﻷﺻﺤﺎﺑﻚ ﻣﺎﺋﺪﺓ ﻏﲑ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻔﺴﺎﺩ .ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺍﳊـﺪﻳﺚ ﻋـﻦ
ﺍﻟﺒﻘـﺮﺓ ،ﻭﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﺗﺎﻓﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺜﲑﺓ ﺟﺪﻳﺮﺓ ﺑﺎﻟﻀﺤﻚ ،ﺍﻟﱵ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﺩﻫﺎ ،ﺃﻧﺎ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻧﻪ ﳚـﺐ
ﻋﻠ ﻲ ﺃﻥ ﺃﺣﺬﻓﻬﺎ .ﻫﻮ ﻋﻤﻞ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺃﻢ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﳜﺘﻨﻮﻥ ،ﻭﻫﻮ ﺃﻣـﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﻻ ﳛﺘﻔﻠـﻮﺍ ﺑﺎﻟﺴـﺒﺖ ﻻ
ﻳﻌﻤﺪﻭﻥ) ،(٣٠٩ﻭﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ،ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﻣﺎ ﻫﻮ ﳏﺮﻣﺎﹰ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ – ﻳﻘﺼﺪ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘـﺎﺏ –
) (٣٠٧ﺍﻧﻈﺮ :ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ .
) (٣٠٨ﺗﺼﺪﺭ ﺗﺒﺎﻋﹰﺎ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ .
) (٣٠٩ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﺪ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻐﻄﻴﺲ ،ﻭﻳﺴﻤﻰ " ﺍﳌﻌﻤﻮﺩﻳﺔ" ﻭﻳﺰﻋﻢ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺃﻧﻪ ﺃﺣﺪ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ،ﻭﺃﻧﻪ ﺳﺮ ﻣﻘﺪﺱ
ﻳﻮﻟﺪ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﱐ ﻣﻴﻼﺩﹰﺍ ﺛﺎﻧﻴﹰﺎ ﺑﺘﻐﻄﻴﺴﻪ ﰲ ﻣﺎﺀ ﺍﳌﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ :ﺍﻷﺏ ،ﻭﺍﻻﺑﻦ ،ﻭﺍﻟـﺮﻭﺡ
ﺍﻟﻘﺪﺱ .ﻭﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﳉﻨﺔ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﻐﻄﻴﺲ ،ﻭﺻﻔﺘﻪ ﺃﻥ ﰲ ﻛﻞ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺣﻮﺿﹰﺎ ﳝﻠـﺆﻩ ﺍﻟﻘﺴـﻴﺲ
ﺑﺎﳌﺎﺀ ﻭﻳﻘﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻘﺘﻄﻔﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻹﳒﻴﻞ ،ﻭﻳﺮﻣﻲ ﻓﻴﻪ ﻣﻠﺤﹰﺎ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﻭﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﺩﻫﻦ ﺍﻟﺒﻠﺴﺎﻥ .ﻓﺈﺫﺍ ﺗﻨﺼﺮ ﺃﺟـﺪ ﻣـﻦ
ﻏﲑ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻟﻪ ﺑﻌﺾ ﺃﻋﻴﺎﻥ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺴﻴﺲ ﻟﻴﺸﻬﺪﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ – ﺑﺰﻋﻤﻬﻢ – ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺍﷲ ﺑـﺎﻟﺘﻐﻄﻴﺲ
.ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻘﺴﻴﺲ ﻟﻠﻤﺘﻨﺼﺮ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻋﻨﺪ ﺣﻮﺽ ﺍﳌﺎﺀ ] :ﺃﻋﻠﻢ ﻳﺎ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻨﺼﺮ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺑﺎﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﳝﻜـﻦ
١١٠
