Page 115 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام
P. 115
ﻓﺘﺤﻔﻆ ﻋﻬﺪﻱ .ﺃﻧﺖ ﻭﻧﺴﻠﻚ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻙ ﰲ ﺃﺟﻴﺎﳍﻢ .ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻋﻬﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﲢﻔﻈﻮﻧـﻪ ﺑـﻴﲏ
ﻭﺑﻴﻨﻜﻢ ﻭﺑﲔ ﻧﺴﻠﻚ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻙ .ﻳﺨﱳ ﻣﻨﻜﻢ ﻛﻞ ﺫﻛﺮ .ﻓﺘﺨﺘﻨﻮﻥ ﰲ ﳊﻢ ﻏـﺮﻟﺘﻜﻢ ﻓﻴﻜـﻮﻥ
ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻬﺪ ﺑﻴﲏ ﻭﺑﻴﻨﻜﻢ .ﺍﺑﻦ ﲦﺎﻧﻴﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﳜﱳ ﻣﻨﻜﻢ ﻛﻞ ﺫﻛﺮ ﰲ ﺃﺟﻴﺎﻟﻜﻢ .ﻭﻟﻴـﺪ ﺍﻟﺒﻴـﺖ
ﻭﺍﳌﺒﺘﺎﻉ ﺑﻔﻀﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﺑﻦ ﻏﺮﻳﺐ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻧﺴﻠﻚ .ﻳﺨﱳ ﺧﺘﺎﻧﹰﺎ ﻭﻟﻴﺪ ﺑﻴﺘﻚ ﻭﺍﹸﳌﺒﺘﺎﻉ ﺑﻔﻀﺘﻚ
ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻋﻬﺪﻱ ﰲ ﳊﻤﻜﻢ ﻋﻬﺪﺍﹰ ﺃﺑﺪﻳﹰﺎ .ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺍﻷﻏﻠﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﳜـﱳ ﰲ ﳊـﻢ ﻏﺮﻟﺘـﻪ
ﻓﺘﻘﻄﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﻬﺎ .ﺇﻧﻪ ﻗﺪ ﻧﻜﺚ ﻋﻬﺪﻱ( ) .(٣١٥ﻭﻳﺘﻀﺢ ﻣـﻦ ﻫـﺬﺍ ﺃﻥ ﺃﺑﻨـﺎﺀ
ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺣﺎﻓﻈﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺑﻌﺚ ﺍﷲ ﳏﻤﺪﺍ ﺑﺎﳊﻨﻴﻔﻴﺔ ﺍﳊﻘﺔ ﻣﻠﺔ
ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻓﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻌﲑﺓ .ﺃﻣﺎ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻭﻗﻮﻣﻪ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻓﻬﻢ ﺍﻟـﺬﻳﻦ
ﻧﻜﺜﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻷﺑﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺬﻩ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﻧﺴﻠﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﻭﺍﺳـﺘﺒﺪﻟﻮﻩ ﺑﺒﺪﻋـﺔ
ﺍﻟﺘﻐﻄﻴﺲ ﺍﻟﱵ ﱂ ﻳﻔﻌﻠﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ .ﻭﻳﺼﻞ ﻢ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻭﺍﳊﻘﺪ ﺇﱃ ﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺒﻮﺍ ﻋﻠـﻰ
ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺬﻩ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺮﻫﻴﻢ ﻭﻧﺴﻠﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ .
راﺑﻌ ًﺎ :ﻭﻣﺎ ﻳﺜﲑ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻻ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﲟﺤﺎﻛﻤﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﳌﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﱐ
ﺍﻟﻀﺎﻝ .ﺑﻞ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺒﻬﻢ ﺃﻳﻀﺎﹰ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﳌﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﻴﻬـﻮﺩﻱ ﺍﻟﻘـﺎﺋﻢ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳـﻒ
ﻭﺍﻟﻀﻼﻝ .ﻓﺎﻟﻴﻬﻮﺩ ﳛﺘﻔﻠﻮﻥ ﺑﺎﻟﺴﺒﺖ ﻭﻳﻌﻈﻤﻮﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺯﻋﻤﻮﺍ – ﺯﻭﺭﹰﺍ ﻭﺘﺎﻧﹰﺎ – ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ
ﺍﺳﺘﺮﺍﺡ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻛﻤﻞ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻜﻮﻥ ،ﻭﻛﺄﻧﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ ﺣ ﹼﻞ ﺑﻪ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻭﺍﻟﻨﺼـﺐ
ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺣﻴﺚ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺳﻔﺮ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻣﺎ ﻧﺼﻪ ) :ﺍﺫﻛـﺮ ﻳـﻮﻡ ﺍﻟﺴـﺒﺖ
ﻟﺘﻘﺪﺳﻪ .ﺳﺘﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺗﻌﻤﻞ ﻭﺗﺼﻨﻊ ﲨﻴﻊ ﻋﻤﻠﻚ .ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻓﻔﻴﻪ ﺳﺒﺖ ﻟﻠﺮﺏ ﺇﳍـﻚ ﻻ
ﺗﻀﻊ ﻋﻤﻼﹰ ﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﻭﺃﺑﻨﻚ ﻭﺍﺑﻨﺘﻚ ،ﻭﻋﺒﺪﻙ ﻭﺃﻣﺘﻚ ﻭﻴﻤﺘﻚ ﻭﻧﺰﻳﻠﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺑﻮﺍﺑـﻚ
ﻷﻥ ﰲ ﺳﺘﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ،ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ .ﻭﺍﺳـﺘﺮﺍﺡ ﰲ ﺍﻟﻴـﻮﻡ
ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ؛ ﻟﺬﻟﻚ ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﺮﺏ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺴﺒﺖ ﻭﻗﺪﺳﻪ ( ) .(٣١٦ﺣﻴﺚ ﻧﺮﻯ ﲢﺮﻳﻒ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﰲ ﻫـﺬﺍ
) (٣١٥ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ :ﺍﻹﺻﺤﺎﺡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ . ١٤-٩ :
) (٣١٦ﺧﺮﻭﺝ :ﺍﻹﺻﺤﺎﺡ ﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ . ١٠-٨ :
١١٣
