Page 120 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام
P. 120
ﺩﺍﻧﻴﺎﻝ ،ﺟﻲ ،ﺳﺎﻫﺎﺱ .ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻭﺍﺗﺮﻟﻮ .ﺧﺘﻢ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﲞﻼﺻﺔ ﻭﻧﺘﺎﺋﺞ ﺎﺋﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻣـﺎ
ﺗﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻗﻮﻟﻪ ) :ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﲟﻮﻗﻒ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﲡﺎﻩ ﺍﻹﺳـﻼﻡ ﺍﳌـﺮﺀ ﳝﻜـﻦ
ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﻳﻜﺘﺸﻒ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺃﻱ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﻣﺘﻌﻤﺪ ﻟﻠﺤﺎﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ ﺗﻨﺼﻒ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﲟﻌﲎ
ﺃﺎ ﺗﻨﻘﻞ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﻮﺛﻮﻗﺔ ﻋﻨﻪ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﰲ ﺍﳌﻘـﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ .ﻫﺪﻓـﻪ
ﺍﻷﻭﻝ .ﻫﺪﻓﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﱢﻠﻢ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﺑﺪﻳﻦ ﻭﳑﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺸﺎﻃﺮﻭﻥ ﻣﻌﻬﻢ ﺍﳊﻴﺎﺓ
ﺍﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺻﺢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺜﲑ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ( ) .(٣٣١ﻭﰲ ﺿﻮﺀ ﺩﺭﺍﺳﺘﻨﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴـﺔ ﻟﻔﺼـﻞ ﻳﻮﺣﻨـﺎ
ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻭﲢﻠﻴﻠﻪ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻷﺳـﺘﺎﺫ ﺩﺍﻧﻴـﺎﻝ ﺟـﻲ
ﺳﺎﻫﺎﺱ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :
أوﻻً :ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﻧﻴﺎﻝ ﺟﻲ .ﺳﺎﻫﺎﺱ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﰲ ﻓﺼﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻹﺳـﻼﻡ ﺗﻨﺼـﻒ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻭﺗﻨﻘﻞ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﻮﺛﻮﻗﺔ ﻋﻨﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ .ﻓﻬﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﲏ ﺇﻻﹼ ﺷﻴﺌﺎﹰ ﻭﺍﺣﺪﹰﺍ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﻐﺮﰊ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻭﺍﺗﺮﻟﻮ ﻗﺪ ﻭﺭﺙ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻘﻴـﺪﺓ ﺍﳌﺸـﻮﻫﺔ ﻭﺍﳌﻠﻔﻘـﺔ ﻋـﻦ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺆﺳﺲ ﺍﻷﻭﻝ ﳍﺎ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ .ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺜﺒﺖ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﳌﺸﻮﻫﺔ
ﻭﺍﳌﻠﻔﻘﺔ ،ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﻳﺘﻮﺍﺭﺛﻬﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﳌﺆﺭﺧﻮﻥ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﻮﻥ ﺟﻴﻼﹰ ﺑﻌـﺪ ﺟﻴـﻞ .ﺑـﻞ
ﻭﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻳﺘﻮﺍﺭﺛﻮﻥ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻭﺍﳊﻘﺪ ﻭﺍﻟﻀﻐﻴﻨﺔ ﲡﺎﻩ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻷﻢ ﻳﻌﺘـﱪﻭﻥ ﺗﻠـﻚ ﺍﻟﺼـﻮﺭ
ﺍﳌﺸﻮﻫﺔ ﻭﺍﳌﻠﻔﻘﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﳌﻮﺛﻮﻗﺔ ﻋﻨﻪ ﻭﱂ ﻳﻌﺪ ﳍﻢ ﻣﻨﺎﺹ ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣـﻦ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴـﺪﺓ
ﺍﳌﻮﺭﻭﺛﺔ .
ﺛﺎﻧﯿ ﺎً :ﺃﻣﺎ ﻗﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺃﻥ ﻫﺪﻑ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻛﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﱢـﻢ ﺍﳉﻤﺎﻋـﺔ ﺍﳌﺴـﻴﺤﻴﺔ ﺑـﺪﻳﻦ
ﻭﳑﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺻﺢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺜﲑ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ .ﻓﻬﻮ ﻗﻮﻝ ﳎﺎﻧﺐ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﻫـﺬﺍ
ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ .ﻓﺎﳍﺪﻑ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﻟﻴﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻢ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺸﻮﻫﺔ ﻭﻣﻠﻔﻘﺔ ﻟﻺﺳـﻼﻡ ﰲ
ﻋﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﻏﺮﺱ ﺑﺬﻭﺭ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﰲ ﻗﻠﻮﻢ ﲡﺎﻩ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﺧﺼﻮﺻﹰﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ
ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺑﻐﻴﺔ ﲢﺼﻴﻨﻬﻢ ﻭﺍﳊﻴﻠﻮﻟﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﲔ ﺍﻋﺘﻨﺎﻕ ﺍﻹﺳﻼﻡ .
(331) Sahas , op.cit . p, 128 .
١١٨
