Page 119 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام
P. 119
ﻭﻳﺸﺮﺑﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﳋﻤﺮ ﻣﻦ ﻳﺪ ﺍﻟﻘﺴﻴﺲ .ﻭﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻄﲑﺓ ﲢﻮﻟﺖ ﻭﺻﺎﺭﺕ ﺟﺴﺪ ﺍﳌﺴﻴﺢ
ﻭﺃﻥ ﺍﳋﻤﺮ ﲢﻮﻝ ﻓﺼﺎﺭ ﺩﻣﻪ .ﺣﱴ ﻟﻮ ﺍﻧﻘﺴﻤﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﻄﲑﺓ ﻭﺫﻟﻚ ﺍﳋﻤـﺮ ﺇﱃ ﺃﺟـﺰﺍﺀ ﻻ
ﺣﺼﺮ ﳍﺎ ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻄﲑﺓ ﻭﻛﻞ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﳋﻤﺮ ﻳﺼﺒﺢ ﻫﻮ ﺟﺴـﺪ ﺍﳌﺴـﻴﺢ
ﻭﺩﻣﻪ ﻳﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﱐ ﻭﻳﺼﺒﺢ ﺟﺴﺪﻩ ﻭﺩﻣﻪ ﻣﻘﺪﺳﺎﹰ ﻛﺠﺴﺪ ﻭﺩﻡ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﲤﺎﻣـﺎﹰ .ﻭﺍﻟﻘﺮﺑـﺎﻥ
ﺍﳌﻘﺪﺱ ﻭﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﻪ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ).(٣٢٩
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﳑﺎ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻭﺿﻊ ﰲ ﻓﺼﻠﻪ ﻣﻨﻬﺠﹰﺎ ﺧﺎﺻﺎﹰ ﰲ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻹﺳـﻼﻡ
ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺘﺸﻮﻳﻪ ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﻴﻖ ﻭﺍﻟﺒﻐﻲ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﺍﳌﻐﺮﺽ ﻭﺳﻮﺀ ﺍﻟﻔﻬﻢ ،ﻭﳏﺎﻛﻤﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﲟﻮﺍﺯﻳﻦ
ﻭﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻀﺎﻟﺔ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻫﻮ ﲝﻖ ﺍﳌﺆﺳﺲ ﻭﺍﻟﺮﺍﺋﺪ ﳍـﺬﺍ
ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺍﻟﻈﺎﱂ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﻛﹸﺘﺎﺏ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻭﻣﻌﻈﻢ ﺍﳌﺴﺘﺸﺮﻗﲔ ﰲ
ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻭﺃﻏﻠﺐ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﻣﻔﻜﺮﻳﻪ ﻭﻗﺎﺩﺗﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻴﻮﻡ .ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻛﺘﺎﺏ ﻳﻨﺒـﻮﻉ ﺍﳌﻌﺮﻓـﺔ
ﻟﻴﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺃﻫﻢ ﻭﺃﻛﱪ ﻓﺼﻮﻝ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻣﻨﻪ .ﻗﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﺃﻫـﻢ
ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮﺍﺀ .ﺣﻴﺚ ﺗﺮﺟﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴـﻪ
ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻐـﺮﺏ ﺑﻄـﺮﺱ ﺍﻟﻠﻤﺒـﺎﺭﺩﻱ Pedro Lombardﻭﺗﻮﻣـﺎ ﺍﻷﻛـﻮﻳﲏ Thomas Aquinas
ﻭﺑﺪﺭﻭﺍﻟﻔﻮﻧﺴﻮ . Pedro de Alfonsoﻭﻣﱴ ﺍﻟﺒﺎﺭﻳﺴﻲ Mathew Parisﻭﺟﺎﻛﻴﻮﺱ ﺍﻟﻔﺘـﺮﻱ Jacques de
. Vittryﻭﺟﻮﺩ ﻓﺮﻱ ﺃﻭﻑ ﻓﻴﺘﺮﺑﻮ Godfrey of Viterboﻭﻏﲑﻫﻢ ﻛﺜﲑ .ﻭﻗﺪ ﺷـ ﹼﻜﻞ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼـﻞ
ﺍﻟﻌﻤﻮﺩ ﺍﻟﻔﻘﺮﻱ ،ﻭﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻟﻜﻞ ﺍﳍﺠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ).(٣٣٠
ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻧﺘﺮﻙ ﻓﺼﻞ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻧﺸﲑ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻐـﺮﺑﻴﲔ ﺍﳌﻌﺎﺻـﺮﻳﻦ ﺍﻟـﺬﻳﻦ
ﺩﺭﺳﻮﺍ ﻋﻼﻗﺔ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻓﺼﻠﻪ ﻋﻦ )ﻫﺮﻃﻘﺔ ﺍﻹﲰـﺎﻋﻴﻠﲔ ( ﻭﻫـﻮ ﺍﻷﺳـﺘﺎﺫ
) (٣٢٩ﺍﻧﻈﺮ ﺍﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺮﺑﺎﻥ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﲢﻔﺔ ﺍﻷﺭﻳﺐ ،ﺹ. ٩٢-٨٩
(330) Sahas : op. cit . p. 129 ; Daniel: op.cit., pp.13-14, 111 , note 51 ; Kedar: op.cit,
p.37 note 92, 39 .
ﻓﻴﻠﻴﺐ ﺣﱴ :ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻭﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﻓﻠﺴﻄﲔ ﺝ /٢ﺹ = ١١٦ﻭﻳﺬﻛﺮ Kedarﰲ ﺹ ٤٠ﺃﻥﹼ ﻓﺼﻞ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ )ﻫﺮﻃﻘﺔ ﺍﻹﲰﺎﻋﻴﻠﲔ(
ﻗﺪ ﻭﺻﻞ ﺇﱃ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﺣﻴﺚ ﺗﺮﺟﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ /ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ ﺍﳌﻴﻼﺩﻱ .
١١٧
