Page 62 - كتاب تأبين حسنين ربيع
P. 62
قائدا جديدا يدعى فيليبكو Philippicusوقرر سنة 613م إرساله لغزو الأراضي الفارسية مباشرة
كي يجبر الفر على الإنسحاب من بلاد الشام .وقام الفر في الوقت نفسه بقيادة شاهين بغزو بلاد
الروم عن يريل إقليم الجزيرة الفراتيةر فاستولوا على مدينتي أرزن الروم وملطية في أعالي
الفراتر ورابط الجيش الفارسي بقيادة شاهين وشهرباراز في جنوب آسيا الصغرىإ1ر .ولم تغير
غزوة الفر هذه خطط هرقل المتمثلة في غزو أراضي الفر لاجبارهم على التخلي عن مكاسبهم
في بلاد الشامر فقد سار قائد الروم فيليبكو بجيشهر وفقا لأوامر هرقلر واجتاز إقليم كبادوقيا واندفع
إلى أرمينية ثم عبر جبل أرارات في أرمينية قاصدا بلاد الفر نفسهار فأصدر كسرى أوامره إلى
شاهين وشهر باراز بمنع الروم من التقدم داخل الأراضي الفارسيةر والقضاء على جيش فيليبكو
قبل تحقيل هدفهر فسار شاهين وشهرباراز مسرعين بقواتهما لصد الرومر وسلكا يرقا وعرة بغية
تحقيل هدفهمار ففقدا – بسبب ذلك – كثيرا من الرجال والدواب .ولما شعر فيليبكو أنه حقل هدفه
بانسحاب قائدي الفر عاد مسرعا إلى الأراضي البيزنطية .وتقدم هرقل بنفسه لاسترداد انطاكية
من الحامية الفارسية المرابطة فيها .غير أن الجيش الفارسي الرئيس بقيادة شاهين وشهر باراز عاد
مسرعا إلى أنطاكيةر واشتبك مع قوات هرقلر فدارت معارك دامية بين الجانبين خارج أسوار
أنطاكيةر وتدفقت دماء المحاربين بغزارةر ونجح الفر أخيرا في إنزال الهزيمة بالرومر ويردوهم
من أنطاكيةر وأجبروهم على الإنسحاب إلى قيليقية فتعقبهم الفر وهزموهم مرة أخرى ر واحتلوا
قيليقية ر فاضطر هرقل إلى الانسحاب إلى القسطنطينيةإ2ر.
وكان لهزيمة الروم وسقوي إقليم قيليقية في أيدي الفر أبعد الأثر في تقرير سير مجرى
الحرب بين الفر والروم وتقرير مصير بلاد الشام حيث أصبح في مقدور الفر إبقاء حاميات
صغيرة في دروب قيليقية الضيقة لمنع جيوش الروم من التقدم عبرها إلى بلاد الشامر ومن ثمة التقدم
بالجيوش الفارسية الكبيرة لانتزاع بقية بلاد الشام .وهذا ما فعله الفر حيث تقدم القائد الفارسي
شهر باراز جنوبا صوب دمشل فاستولى عليها سنة 613م وانتزع بقية موانئ الشام بسهولةر وحال
بذلك دون وصول الإمدادات بحرا لإنقاذ بيت المقد إ3ر.
اتخذ القائد الفارسي من دمشل قاعدة للانطلاق إلى فلسطين للإستيلاء على بيت المقد التي
أصبحت معزولة من ناحية البر عن بقية أجزاء دولة الرومر وذلك بسبب الأهمية الكبرى لبيت
المقد ر فهي المدينة المقدسة الأولى عند النصارى التي ارتبطت بها أصول الديانة النصرانيةر ففيها
كنيسة القيامةر ومهد السيد المسيح عليه السلام حيث عاش فيها وبدأ دعوتهر وفيها تناول العشاء
الأخير مع حوارييه قبل أن يرفع إلى السماء .وقد ازدادت أهمية بيت المقد عند الروم منذ اعتراف
(21) Sebeos, op. cit. pp. 66-67.
(22) Ibid. p. 67.
عةيدي دلا قلأللأقلأدة ذات س ملأدة اسدة اي لأ لأة بفلغدة .ا دي مةد لد ادىا سدفحي الي دي جندىب جيدفا ادىران ا شدةمي
لد لدلأب اسسدكن را ة احد ن فحدة حثدي ايسدىن اس دة االم غّصلأصدة ا دلأ: ،ربدة اللأي دف ا رثدي هدف ال يدفا
الى يا الفليف حف نةهي لك ال يفا ب لسنة ية ا ي الي ي لةشكي ح اي ئ غلأيا ح ملأدة – حلأد ا دذ حنهدف
الق اي نة ي العصىر الق يمة حل ئدف لهدا – اطدفن يىجد ديلا قلأللأقلأدة الرثلأدي حد ،الغفبدفت الةدي مد حصدي االشدفم
بفلا شدفب سحدف ال دشء الشديقي حد ،قلأللأقلأدة هدى حي دع ب دياف د ية ف:لدة شد ي ا الا د ار احثفللأدة للد فا
العسدكيم اقد رلدي ذلدك يقفيدف قدلاا ق يمدة دة كا دي حعادا الممد ايت الةدي صدي قلأللأقلأدة ديلا الشدفم ا ىجد
بفليلا سهي حن فض ش ي ال صىبة يم لال ح ،اس هفر .اح ،اجهة النادي العسدكية االسلأفسدلأة دإن
السدلأىيا لد قلأللأقلأدة يعةيدي حلأى دف لعدمفن سحد ،الىديع دلأ ،سدلأف الصدغيا ابدلا الشدفم .اقد دىا ي بفلمد ا ي
القلأللأقلأة حم ايت لأقة يمك ،النففذ حنهف بشكي حيح اسحلأف ف طف دت الىيدق الىحلأد حد ،القسدىنىلأنلأة الديب سدلأف
الصغيا ال الم ن الرييا ي لا الشفم احصي ابلا النهي .،ا اي
)Lang, David Marshall: Armenia Cradle of Civilization, ( London 1978
p.200.
(23) Sebeos : op. cit. p. 686; Ostrogorsky: op. cit. p.95; Vaciliev: op. cit.
;Vol. I. p. 195
للأل ي ال ىا الميجع السف ق ص212؛ يىس ،ال بس فر سىرة ج 2الم ل ال ايبع ص546
61