Page 32 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام
P. 32
Ø×ÖÕ ÔÓÒ ÑÐÏÎÍÌË Ê É È Ç Æ ÅM
.(٧٣) L Ú Ù
ﺛﺎﻟﺜﺎﹰ :ﻛﺎﻥ ﻫﺪﻑ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻋﻦ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﺍﳌﺴـﻴﺢ ﺇﻇﻬـﺎﺭﻩ
ﻭﻛﺄﻧﻪ ﳚﻤﻊ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﻘﻴﻀﲔ – ﻃﺒﻘﺎﹰ ﻟﻠﻤﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﱐ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ – ﻓﺎﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ
ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺍﷲ :ﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﷲ ﺍﳋﺎﻟﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﺎ ﺧﻠﻖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﺍﻟﱵ ﲡﺴـﺪﺕ ﰲ ﺃﺣﺸـﺎﺀ ﻣـﺮﱘ
ﻟﺘﻜﺘﺴﺐ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﺧﺘﻼﻁ ﺃﻭ ﺗﻐﲑ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺑﻌﺪ ﻭﻻﺩﺗﻪ ﻣـﻦ
ﻣﺮﱘ ﻓﻌﻞ ﺍﳌﻌﺠﺰ ﺑﻼﻫﻮﺗﻪ ﻭﺃﻇﻬﺮ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﺑﻨﺎﺳﻮﺗﻪ .ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻦ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺑﻄﻼﻥ ﻫـﺬﺍ
ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﺗﻨﺎﻗﻀﻪ ﻭﻓﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﺗﺴﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻭﺟﻬﺎﹰ) . (٧٤ﻓﻜﺎﻥ ﻫﺪﻑ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﺇﻇﻬـﺎﺭ ،ﻣـﺎ
ﻳﻌﺘﻘﺪﻩ ﺗﻨﺎﻗﻀﺎﹰ ﰲ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﳌﺴﻴﺢ ، ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ :ﺇﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻛﻠﻤـﺔ
ﺍﷲ ،ﰒ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﻧﻪ ﳐﻠﻮﻕ ﻭﺃﻧﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ،ﻟﻴﺒﺪﻭ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻋﻴـﻮﻥ ﺍﻟﻨﺼـﺎﺭﻯ
ﲟﻘﺎﻳﻴﺲ ﻋﻘﺎﺋﺪﻫﻢ ﺍﻟﻀﺎﻟﺔ ﺗﻨﺎﻗﻀﺎﹰ ﻳﺜﲑ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻀﺤﻚ!!! .ﻭﺍﳊﻖ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ
ﺍﻟﱵ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻳﻮﺣﻨﺎﹰ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﳊﺎﻗﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻬﻢ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻣـﻊ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﻋﻘﺎﺋﺪﻫﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﻭﺗﻔﺴﲑﺍﻢ ﺍﳋﺎﻃﺌﺔ ﻟﻜﺘﺒـﻬﻢ
ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ.
ﺭﺍﺑﻌﺎﹰ :ﻛﺎﻥ ﻫﺪﻑ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺇﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻋﻦ ﻣﺮﱘ ﺃﺎ ﺃﺧﺖ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻫﺎﺭﻭﻥ،
ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻻﺳﺘﻨﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﰲ ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﻔﺎﺻـﻞ
ﺍﻟﺰﻣﲏ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺑﲔ ﻋﺼﺮ ﻣﺮﱘ ﻭﻋﺼﺮ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﺃﺧﻴﻪ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ .ﻭﺍﳌﻼﺣﻆ ﻫﻨـﺎ ﺃﻥ
ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﺃﺿﺎﻑ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺃﺧﺖ ﻣﻮﺳﻰ ،ﻭﻫﺬﺍ ﱂ ﻳﺮﺩ ﻣﻄﻠﻘﺎﹰ ﻻ ﰲ ﺍﻟﻘـﺮﺁﻥ
ﻭﻻ ﰲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺇﳕﺎ ﻭﺭﺩ ﻟﻔﻆ " ﻳﺎ ﺃﺧﺖ ﻫﺎﺭﻭﻥ " ﻭﻟﻴﺲ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺑﻪ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺑﻦ ﻋﻤـﺮﺍﻥ ﺍﻟـﻨﱯ
) (٧٣ﻟﻘﻤﺎﻥ . ٢٧ :
) (٧٤ﺍﻧﻈﺮ :ﺍﳉﻮﺍﺏ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﳌﻦ ﺑ ﺪﻝ ﺩﻳﻦ ﺍﳌﺴﻴﺢ ،ﲢﻘﻴﻖ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ،ﻭﻋﺒـﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳـﺰ ﺑـﻦ ﺇﺑـﺮﺍﻫﻴﻢ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ،ﻭﲪﺪﺍﻥ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﻤﺪﺍﻥ ،ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ١٤١٤ﻫـ /ﺝ ٤ﺹ. ٢٦-٥
٣٠
