Page 33 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام
P. 33
.ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﻧﺼﺎﺭﻯ ﳒﺮﺍﻥ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﰲ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﻗﺒﻞ ﻗـﺪﻭﻡ ﻭﻓـﺪﻫﻢ ﺇﱃ
ﺍﻟﻨﱯ ، ﺣﻴﺚ ﺭﻭﻯ ﺍﳌﻐﲑﺓ ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ ﺧﱪ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺎﻝ) :ﺑﻌﺜﲏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺇﱃ ﳒـﺮﺍﻥ
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﱄ :ﺃﻟﺴﺘﻢ ﺗﻘﺮﺃﻭﻥ ) :ﻳﺎ ﺃﺧﺖ ﻫﺎﺭﻭﻥ( .ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﲔ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻋﻴﺴﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ؟ -ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ – ﻓﻠﻢ ﺃ ﺩ ﹺﺭ ﻣﺎ ﹸﺃﺟﻴﺒﻬﻢ ﻓﺮﺟﻌﺖ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﱯ ، ﻓﺄﺧﱪﺗﻪ ﻓﻘﺎﻝ) :ﺃﻻ ﺃﺧﱪﻢ ﺃﻢ ﻛـﺎﻧﻮﺍ
ﻳﺴﻤﻮﻥ ﺑﺄﻧﺒﻴﺎﺋﻬﻢ ﻭﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻗﺒﻠﻬﻢ( ) . (٧٥ﻭﻳﺬﻛﺮ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﲑ ﺃﻧﻪ ﻗﻴﻞ ﳍﺎ " :ﻳﺎ ﺃﺧﺖ ﻫـﺎﺭﻭﻥ" ،
ﺃﻱ ﺃﺧﻲ ﻣﻮﺳﻰ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻧﺴﻠﻪ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻠﺘﻤﻴﻤﻲ ،ﻳﺎ ﺃﺧﺎ ﲤﻴﻢ ،ﻭﻟﻠﻤﻀﺮﻱ :ﻳـﺎ ﺃﺧـﺎ
ﻣﻀﺮ ).(٧٦
ﻭﻳﻮﺍﺻﻞ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺍﳌﺘﻬﺎﻓﺖ ﺍﻟﺴﻔﻴﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜـﺮﱘ ﻓﻴﻘـﻮﻝ:
)ﻭﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﳛﺸﻮ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺳﺨﺎﻓﺎﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﻜﺜﲑ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻠﻀﺤﻚ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻠﺢ ﺑﺈﺻﺮﺍﺭ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺃﹸﻧﺰﻝ
ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﷲ .ﻭﳓﻦ ﻧﺴﺄﻝ :ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺐ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺃﻋﻄﻰ ﻟﻪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﻘﺪﺱ؟
ﻭﻣﻦ ﻫﻢ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻨﺒﺄﻭﺍ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻧﱯ ﺳﻮﻑ ﻳﻈﻬﺮ ؟ ﻭﻷﻢ – ﻳﻌﲏ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ -ﻳﺼﺒﺤﻮﻥ ﻣﺬﻫﻮﻟﲔ
ﻭﰲ ﺧﺴﺮﺍﻥ ﳓﻦ ﳔﱪﻫﻢ ﺃﻥ ﻣﻮﺳﻰ ﺗﺴﹼﻠﻢ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﲜﺒﻞ ﺳﻴﻨﺎﺀ ﰲ ﻣﺮﺃﻯ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻇﻬﺮ
ﺍﻟﺮﺏ ﰲ ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ؛ ﻭﺃﻥ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﺑﺘﺪﺍ ًﺀ ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﺇﱃ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﺗﻨﺒـﺄﻭﺍ
ﲟﺠﻲﺀ ﺍﳌﺴﻴﺢ ،ﻭﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻫﻮ ﺍﷲ ،ﻭﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﷲ ﺳﻮﻑ ﻳﺄﰐ ﻻﲣﺎﺫ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،ﻭﺃﻧـﻪ ﺳـﻮﻑ
ﻳﺼﻠﺐ ﻭﺃﻧﻪ ﺳﻮﻑ ﳝﻮﺕ ،ﻭﺃﻧﻪ ﺳﻮﻑ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﻟﻸﺣﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻡ ﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ( ).(٧٧
ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺄﻣﻠﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﺍﳓﺪﺭ ﺇﱃ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻻﳓﻄـﺎﻁ ﰲ ﺍﳍـﺬﺭ
ﻭﺍﻹﺳﻔﺎﻑ ،ﺣﲔ ﻳﺰﻋﻢ – ﺯﻭﺭﺍﹰ ﻭﺘﺎﻧﹰﺎ – ﻟﻘﺮﺍﺋﻪ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺃﻥ ﳏﻤﺪﹰﺍ ﳛﺸﻮ ﺍﻟﻘـﺮﺁﻥ ﺑﺴـﺨﺎﻓﺎﺕ
) (٧٥ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﺸﺮﺡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﺝ/١٤ﺹ ١٧ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻵﺩﺍﺏ :ﺑﻴﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﺐ ﻣﻦ ﺍﻷﲰﺎﺀ؛ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ :ﰲ ﺃﺑﻮﺍﺏ
ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﺑﺎﺏ ﺗﻔﺴﲑ ﺳﻮﺭﺓ ﻣﺮﱘ ﺣﺪﻳﺚ ﺭﻗﻢ ،٥١٦٤ﻭﻗﺎﻝ :ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ ﻏﺮﻳﺐ ،ﻭﺍﻟﻠﻔﻆ
ﻟﻪ ؛ ﲢﻔﺔ ﺍﻷﺣﻮﺫﻱ ،ﺝ / ٨ﺹ ٦٠٢-٦٠١؛ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﲑ ﺹ. ٨٢٧
) (٧٦ﺗﻔﺴﲑ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﲑ ،ﺹ. ٨٢٦
(77) Migne: op.cit, Vol 94, Col . 767; Sahas : op.cit . p.135 .
٣١
