Page 126 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام
P. 126
ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺍﻟﻌﻤﻴﺎﻥ ،ﻭﺗﻄﻬﲑ ﺍﺬﻭﻣﲔ ،ﻭﺗﻘﻮﻳﺔ ﺍﳌﺸﻠﻮﻟﲔ ،ﻭﺇﺑﺮﺍﺀ ﺍﻷﺳﻘﺎﻡ ﺍﳌﺘﻨﻮﻋﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﺠﻠـﻲ
ﻷﻭﻟﻮﻫﻴﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺒﻞ ،ﻭﻃﺮﺩ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ،ﻭﺍﻹﻃﻌﺎﻡ ﻵﻻﻑ ﻛﺜﲑﺓ ﺑﺄﺭﻏﻔﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻭﲰﻚ ﻗﻠﻴﻞ ،ﻭﺇﺣﻴـﺎﺀ
ﺍﳌﻴﺖ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ ...ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﻳﺎ ﻣﺴﻠﻢ ؟ ﻫﻞ ﺃﺛﺒﺖ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻧﻔﺴﻪ ﺛﻘﺔ ﺑﻮﺍﺳـﻄﺔ
ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﱵ ﳌﻮﺳﻰ ؟
اﻟﻤﺴﻠﻢ :ﺃﺑﺪﹰﺍ .
أﺑ ﻮ ﻗ ﺮة :ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﹸﻋﻠﻦ ﻣﻘﺪﻣﺎﹰ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻮﺳﻰ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﺛﺒـﺖ ﻧﻔﺴـﻪ ﺛﻘـﺔ
ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﻭﺍﳍﺎﺋﻠﺔ ،ﰲ ﺩﻋﻮﺍﻩ ،ﺍﻟﱵ ﻫﻮ ﻳﺄﰐ ﺎ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻳﻌﻄﻲ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟﻀـﻤﺎﻧﺔ
ﳊﻮﺍﺭﻳﻴﻪ ﻗﺎﺋﻼﹰ :ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺍﻟﻨﺒﻮﺍﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﱴ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﳌﻌﻤﺪﺍﻥ .ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻪ ﺁﺫﺍﻥ ﻟﻠﺴﻤﻊ ﺩﻋﻪ ﻳﺴﻤﻊ .
ﺃﻳﻦ ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻘﻊ ﻧﺒﻴﻚ ؟ . (٣٤١) ( ...
ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺄﻣﻠﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﻏﻪ ﺗﻴﻮﺩﻭﺭ ﺃﺑﻮ ﻗﺮﺓ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻼﺣﻆ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :
أو ًﻻ :ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﺑﻮ ﻗﺮﺓ ﺃﻥ ﳜﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﻭﺍﳌﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻌﻪ ﺃﺳﺘﺎﺫﻩ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻓﻈـﻞ
ﻳﻨﺴﺞ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭﻩ ﻭﻳﻜﺮﺭ ﺃﻗﻮﺍﻟﻪ ،ﻭﻳﻘﻠﹼﺪﻩ ﰲ ﻣﻨﻬﺠﻪ .
ﺛﺎﻧﯿ ﺎً :ﰲ ﲤﺜﻴﻞ ﺃﰊ ﻗﺮﺓ ﻟﺪﻭﺭ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻪ ،ﺍﳓﺪﺭ ﺃﺑﻮ ﻗﺮﺓ ﺇﱃ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻋﺠﻴﺐ ﻣـﻦ
ﺍﻟﺴﺨﻒ ﻭﺍﻟﺴﺬﺍﺟﺔ ،ﲝﻴﺚ ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﻣﺎ ﳛﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺃﻱ ﻣﺴﻠﻢ ،ﻓﻼ ﻳﻮﺟـﺪ
ﻣﺴﻠﻢ ﻗﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ :ﺇﻥ ﻣﻮﺳﻰ ﺩﻋﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ،ﻭﺍﳌﺴﻴﺢ ﺩﻋﺎ ﺇﱃ
ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ،ﻷﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺟﺎﺯﻣﲔ ﺃﻥ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﺩﻋﻮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ .ﻭﻫﻲ ﺃـﻢ
ﲨﻴﻌﺎﹰ ﺩﻋﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﷲ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻻﻧﻘﻴﺎﺩ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﳋﻠـﻮﺹ ﻣـﻦ
ﺍﻟﺸــﺮﻙ :ﻗــﺎﻝ ﺗﻌــﺎﱃ :؟M L K J I H G F E D M
.(٣٤٢)LONﻭﻗﺎﻝ T SR Q P O N ML K J I H M :
(341) Sahas : op.cit . p.156-159. ) (٣٤٢ﺍﻟﻨﺤﻞ . ٣٦ :
١٢٤
