Page 129 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام
P. 129
ﺑﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﺍﻟﱵ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻨﻬﺎ .ﻛﻤﺎ ﺃﺧﱪ ﺑﻜﻞ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺍﻟﻜـﱪﻯ
ﺍﻟﱵ ﺳﺘﻈﻬﺮ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﻗﺪ ﺻﻨﻒ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﻛﺘﺒﺎﹰ ﻛﺜﲑﺓ ﰲ ﺩﻻﺋﻞ ﻧﺒﻮﺗـﻪ . ﻭﰲ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﻣﻦ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻔﱳ ﺍﻟﱵ ﺳﺘﻘﻊ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﺒـﺎﺭ .ﻭﺍﻟـﱵ
ﻇﻬﺮﺕ ﻓﻌﻼﹰ ﺑﻌﺪ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﻣﻮﺕ ﻣﺆﻟﻔﻴﻬﺎ .
ﻭﺑﻨﺎ ًﺀ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺇﻻ ﻣـﻦ
ﺧﻼﻝ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﻨﺒﻮﺓ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ ﺍﳋﺎﻟﺪﺓ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﳏﻤﺪ .ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻣﻌﺠﺰﺍﺗﻪ ﺍﻟﻘـﺮﺁﻥ
ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﱪ ﲟﻌﺠﺰﺍﺕ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺷﻬﺪ ﳍﻤﺎ .
راﺑﻌﺎً :ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺣﻮﺍﺭ ﺃﰊ ﻗﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺃﻋﻄﻰ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺔ ﳊﻮﺍﺭﻳﻴﻪ ﻗﺎﺋ ﹰﻼ :ﺍﻟﺸـﺮﻳﻌﺔ ﻭﺍﻟﻨﺒـﻮﺍﺕ
ﻛﺎﻧﺖ ﺣﱴ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﳌﻌﻤﺪﺍﻥ ، ...ﻓﻬﻮ ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :ﻣﻦ ﺇﳒﻴﻞ ﻣـﱴ ) :ﻷﻥ ﲨﻴـﻊ
ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺱ ﺇﱃ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺗﻨﺒﺄﻭﺍ .ﻭﺇﻥ ﺃﺭﺩﰎ ﺃﻥ ﺗﻘﺒﻠﻮﺍ ﻓﻬﺬﺍ ﻫﻮ ﺇﻳﻠﻴﺎ ﺍﳌﺰﻣﻊ ﺃﻥ ﻳﺄﰐ .ﻣـﻦ
ﻟﻪ ﺃﺫﺍﻥ ﻟﻠﺴﻤﻊ ﻓﻠﻴﺴﻤﻊ ( ) .(٣٥١ﻭﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻣﻦ ﺇﳒﻴﻞ ﻟﻮﻗﺎ )ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺱ ﻭﺍﻷﻧﺒﻴـﺎﺀ ﺇﱃ
ﻳﻮﺣﻨﺎ( ) (٣٥٢ﺣﻴﺚ ﻳﺒﲏ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺃﺳﺎﺱ ﻋﻘﻴﺪﻢ ﺍﻟﻀﺎﻟﺔ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻮﻡ
ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻫﻮ ﺍﷲ ﻭﺃﻧﻪ ﻇﻞ ﻳﺮﺳﻞ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻟﻠﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺁﺧﺮﻫﻢ ﻳﻮﺣﻨـﺎ
ﺍﳌﻌﻤﺪﺍﻥ )ﳛﲕ( ﻭﺃﺧﲑﹰﺍ ﲡ ﺴﺪ ﺍﻟﺮﺏ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻭﺟﺎﺀ ﻭﺩﺧﻞ ﰲ ﺃﺣﺸﺎﺀ ﻣﺮﱘ ﻟﻴﻜﺘﺴﺐ
ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﻭﻟﺪﺗﻪ ﻟﻴﺒﱢﻠﻎ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺑﺮﺳﺎﻟﺘﻪ ﺍﻷﺧﲑﺓ ،ﻭﺃﻧﻪ ﹸﻗﺘﻞ ﻭﺻﻠﺐ ﻟﻴﻜﻔﱢﺮ ﻋـﻦ ﺧﻄﺎﻳـﺎ
ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﳜﻠﺼﻬﻢ ﺍﳋﻼﺹ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ .ﻭﳍﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻋﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺑﻨﺒـﻮﺓ ﳏﻤـﺪ ﻳﻨﺴـﻒ
ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ .
) (٣٥١ﻣﺘﻰ :ﺍﻹﺻﺤﺎﺡ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ . ١٥-١٣ :
) (٣٥٢ﻟﻮﻗﺎ :ﺍﻹﺻﺤﺎﺡ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ . ١٦ :
١٢٧
