Page 132 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام
P. 132
ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺘﺒﺠﺢ ﺇﱃ ﺃﺑﻌﺪ ﺣﺪ ﺣﱴ ﳛﻮﺯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻣﺘﻪ ،ﻓﺘﺠﺮﺃ ﻭﺃﺩﻋﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﻠﻚ .
ﻭﺣﱴ ﳚﻌﻞ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻧﺒﻼﺀ ﻭﺃﻗﻮﻯ ﻣﻨﻪ ﻻ ﻳﻘﺎﻭﻣﻮﻥ ،ﻫﻮ ﻋﻠﱠﻢ ﺃﻧﻪ ﻧﱯ ﻣﺮﺳﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟـﺮﺏ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ :ﺇﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺆﻣﻨﻮﺍ ﺑﻪ ،ﰒ ﺇﻥ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻴﺘﻮﺱ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺴـﺎﻋﺪﻳﻦ ﻗﻠﻴﻠﻴـﺔ
ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﺣﻴﻠﺔ ﻣﺰﺩﻭﺟﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻻﺿﻄﻬﺎﺩ ﻟﻴﻜﺴﺐ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﻛﺒﲑﺓ ،ﻭﻋـﻦ ﻃﺮﻳـﻖ
ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﻫﻮ ﲤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺆﺳﺲ ﻟﻪ ﻣﻠﻜﹰﺎ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ ( ) .(٣٥٧ﻭﻳﺰﻋﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ
ﺃﻥ ﻣﺎ ﻫﻮﻣﻴﺘﻮﺱ ﺗﻌﹼﻠﻢ ﻣﻦ ﻧﺴﻄﻮﺭﺱ ) .(٣٥٨ﻛﻤﺎ ﻗﺪﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ ﺍﳊﺴﻴﺔ ﻟﻠﻨﱯ
ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻠﹼﻢ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﳜﱪﻩ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﻟﻨﱯ ، ﻭﺍﻟﺸﺠﲑﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺳﺘﺮﺕ ﺍﻟﻨﱯ ﺑﻮﺭﻗﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻭﺍﻧﺸﻘﺎﻕ ﺍﻟﻘﻤﺮ ،ﻭﺍﻟﺬﺭﺍﻉ ﺍﳌﺴﻤﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﱪ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻣﺴﻤﻮﻡ ﻭﻏﲑ ﺫﻟـﻚ
ﻭﻗﺪ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺳﺎﺧﺮﺓ ﻟﻴﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﰲ ﺍﻟﺴـﺨﺮﻳﺔ ﻣـﻦ
ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ،ﺯﺍﻋﻤﹰﺎ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻳﻨﺴﺒﻮﺎ ﻟﻠﻨﱯ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺗﱪﺃ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﻠﻔﹰﺎ ﰲ ﺍﻟﻘـﺮﺁﻥ ).(٣٥٩
ﻭﻳﺘﺠﺎﻫﻞ ﻛﺎﺗﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻘﺎﻝ ﺃﻥ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﺍﻟﻨﱯ ﳏﻤﺪ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴـﺘﺨﺪﻣﻪ ﺃﻱ
ﻣﻠﺤﺪ ﰲ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ .
ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺄﻣﻠﻨﺎ ﳏﺘﻮﻳﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﳒﺪﻩ ﻗﺪ ﺍﻗﺘﺒﺲ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺎﺩﺗﻪ ﻣﻦ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﺼـﺮﺍﱐ ﺍﻟﺸـﺮﻗﻲ
ﺍﳌﻨﺴﻮﺑﺔ ﻟﻌﺒﺪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻟﻜﻨﺪﻱ .
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﺆﻟﻔﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﲔ ﻣﺜﻞ ﺣﻨﲔ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ،ﻭﺭﺳـﺎﻟﺔ ﺃﺳـﻘﻒ
ﺻﻴﺪﺍ ﺍﳌﻜﺎﱐ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﺍﻟﱵ ﻓﻨﺪﻫﺎ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺮﺍﺋﻊ ،ﺍﳉﻮﺍﺏ ﺍﻟﺼـﺤﻴﺢ
ﳌﻦ ﺑﺪﻝ ﺩﻳﻦ ﺍﳌﺴﻴﺢ .ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺆﻟﻔﺎﺕ ﺗﺪﺍﻓﻊ ﻓﻘﻂ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ،ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﳍـﺎ ﺩﻭﺭ ﻳـﺬﻛﺮ ﰲ
ﺗﺸﻮﻳﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺏ .
(357) Ibis: p.V .
(358) Ibid: p. VII .
ﻭﻧﺴﻄﻮﺭﺱ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺴﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺍﻟﻨﺴﻄﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﰲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺍﳌﻴﻼﺩﻱ ﻭﻣﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘـﺮﻥ
ﺍﳋﺎﻣﺲ ﺍﳌﻴﻼﺩﻱ ،ﺃﻱ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﻟﺪ ﺍﻟﻨﱯ ﺑﻨﺤﻮ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﲬﺴﲔ ﺳﻨﺔ !!! .
(359) Daniel , Norman : Islam and the West, pp. 94-95 .
١٣٠
