Page 25 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام
P. 25
` ، (٥٥) L aﺑﻞ ﻭﺣﱴ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺽ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺭﺋﹰﺎ ﺃﻭ ﻛﺎﺗﺒﺎﹰ ،ﻣﺎ ﺟﺎﺯ ﻷﺣﺪ
ﺃﻥ ﻳﺮﺗﺎﺏ ،ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺸﻬﺪ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﺒﺸﺮ .ﻓﻬﻮ ﺃﻛﱪ ﺟﺪﺍﹰ ﻣﻦ ﻃﺎﻗﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮ،
ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮ ،ﻭﺁﻓﺎﻕ ﺍﻟﺒﺸﺮ .ﻭﺍﳊﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﺫﻭ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻛﺎﳊﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﻥ .ﻭﻛﻞ
ﻭﻗﻔﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﻧﺼﻮﺻﻪ ﺗﻮﺣﻲ ﻟﻠﻘﻠﺐ ﺑﺄﻥ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﻗﻮﺓ ،ﻭﺑﺄﻥ ﰲ ﻋﺒﺎﺭﺍﺗﻪ ﺳﻠﻄﺎﻧﹰﺎ ﻻ ﻳﺼﺪﺭﺍﻥ ﻋﻦ ﺑﺸﺮ). (٥٦
ﻏﲑ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻋﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺘﺮﻋﻪ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ،ﺍﻧﺘﺸﺮ ﻋﻨﺪ ﹸﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﺼـﻮﺭ
ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻭﺗﻠﻘﻔﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﳌﺴﺘﺸﺮﻗﲔ ﰲ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ.
ﰒ ﻳﺰﻋﻢ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﺃﻥ ﳏﻤﺪﹰﺍ ﻗﺎﺑﻞ ﺭﺍﻫﺒﹰﺎ ﺃﺭﻳﻮﺳﻴﺎﹰ ) (٥٧ﻭﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺷ ﱠﻜﻞ ﻟﻪ ﻫﺮﻃﻘﺘﻪ
ﻫﺮﻃﻘﺘﻪ ﺍﳋﺎ ﺻﺔ .ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻳﺸﲑ ﻫﻨﺎ ﺇﱃ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﲝﲑﺍ ،ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺼﺮﺡ ﺑﺎﺳـﻢ
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ .ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻭﺭﺩﺕ ﰲ ﺑﻌﺾ ﻛﺘﺐ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﺴـﻴﺮ ﺑﺄﺳـﺎﻧﻴﺪ ﻣﺮﺳـﻠﺔ ﻭﺿـﻌﻴﻔﺔ
ﻭﻣﻠﺨﺼﻬﺎ ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﺻﻄﺤﺐ ﻣﻌﻪ ﰲ ﺇﺣﺪﻯ ﺭﺣﻼﺗﻪ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﳏﻤﺪﺍﹰ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳـﺰﺍﻝ
ﰲ ﺳﻦ ﻣﺒﻜﺮﺓ ،ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ،ﻋﻠﻰ ﺍﺧـﺘﻼﻑ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳـﺎﺕ .ﻭﺃﻥ
ﺭﺍﻫﺒﹰﺎ ﻧﺼﺮﺍﻧﻴﹰﺎ ﻳﺪﻋﻰ ﲝﲑﺍ ﺩﻋﺎ ﺃﺑﺎ ﻃﺎﻟﺐ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺇﱃ ﻃﻌﺎﻡ ﰲ ﺻﻮﻣﻌﺘﻪ ﲟﺪﻳﻨﺔ ﺑﺼﺮﻯ ﺑﺎﻟﺸﺎﻡ ،ﻭﺃﻧـﻪ
ﺗﻌ ﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﳏﻤﺪ ، ﻭﻋﺮﻓﻪ ﲞﺎﰎ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺑﲔ ﻛﺘﻔﻴﻪ ﻭﺃﻋﻠﻦ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﱯ ﺍﳌﻨﺘﻈﺮ ،ﻭﺃﻧﻪ ﺣﺬﹼﺭ ﻋﻤﻪ ﺃﺑـﺎ
ﻃﺎﻟﺐ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻩ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻓﺈﻢ ﺳﻴﻘﺘﻠﻮﻧﻪ ﻓﺄﻋﺎﺩﻩ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﺇﱃ ﻣﻜﺔ ) . (٥٨ﻭﻗﺪ ﻓﻨﺪ ﺍﳊـﺎﻓﻆ
) (٥٥ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ . ٤٨ :
) (٥٦ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ :ﰲ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﺝ / ٥ﺹ. ٢٧٤٦
) (٥٧ﻧﺴﺒﺔ ﺇﱃ ﺃﺣﺪ ﺭﻫﺒﺎﻥ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﻭﻳﺪﻋﻰ ﺃﺭﻳﻮﺱ ﺍﻟﺴﻜﻨﺪﺭﻱ )ﺣﻮﺍﱄ ٣٣٦ – ٢٥٠ﻡ ( ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺑـﺄﻥ
ﺍﳌﺴﻴﺢ ﳐﻠﻮﻕ ﺑﺸﺮ ،ﻭﺃﻧﻪ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺍﷲ ﰲ ﺍﳉﻮﻫﺮ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈﻧﻪ ﺃﻗﻞ ﻣﻨﻪ ﻣﺮﺗﺒﺔ ،ﻭﺃﺿﺎﻑ ﺑﺄﻧﻪ ﻻﺑـﺪ ﺃﻥ ﻳﻜـﻮﻥ
ﻫﻨﺎﻙ ﻭﻗﺖ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻓﻴﻪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﳐﻠﻮﻗﺎﹰ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﷲ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﻭﺣﺪﻩ .ﻓﺄﻧﻜﺮ ﺃﺭﻳﻮﺱ ﺃﻟﻮﻫﻴﺔ ﺍﳌﺴﻴﺢ ،ﻭﺃﻧﻜﺮ ﺻـﻔﺔ
ﺍﻟﺸﺒﻪ ﺑﲔ ﺍﷲ ﻭﺍﳌﺴﻴﺢ .ﺍﻧﻈﺮ ﺣﺴﻨﲔ ﺭﺑﻴﻊ :ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴﺔ ﺹ. ٢٩-٢٨
) (٥٨ﺳﻨﻦ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﺝ/٥ﺹ ،٥٩١-٥٩٠ﺣﺪﻳﺚ ﺭﻗﻢ ) (٣٦٩٩؛ ﺍﳊﺎﻛﻢ :ﺍﳌﺴـﺘﺪﺭﻙ ﺝ/٢ﺹ٦١٦-٦١٥؛ ﺍﺑـﻦ
ﺃﰊ ﺷﻴﺒﺔ :ﺍﳌﺼﻨﻒ ،ﲢﻘﻴﻖ ﳐﺘﺎﺭ ﺍﻟﻨﺪﻭﻱ ،ﺑﻮﻣﺒـﺎﻱ ﺍﳍﻨـﺪ ١٤٠٣ﻫــ١٩٨٣ /ﻡ ،ﺝ /٢ﺹ٢٨٩-٢٨٦؛
ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ :ﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺝ /٢ﺹ٢٥-٢٤؛ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ :ﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺝ / ١ﺹ ٢١٨-٢١٧؛ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺍﻟﻄﺒﻘـﺎﺕ
ﺍﻟﻜﱪﻯ ﺝ /١ﺹ ١٥٣ ،١٢٠؛ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ :ﺯﺍﺩ ﺍﳌﻌﺎﺩ ،ﲢﻘﻴﻖ ﺷﻌﻴﺐ ﺍﻷﺭﻧﺆﻭﻁ ﻭﺃﺧﻴﻪ ،ﺑﲑﻭﺕ ١٤٠٥ﻫــ /
١٩٨٥ﻡ ،ﺝ/١ﺹ٧٧-٧٦؛ ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ :ﺍﳋﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻜـﱪﻯ ﺝ/١ﺹ ٢٠٩-٢٠٨؛ ﺍﳋﻄﻴـﺐ ﺍﻟﺒﻐـﺪﺍﺩﻱ :
٢٣
