Page 8 - كتاب تأبين حسنين ربيع
P. 8

‫أ‪.‬د‪ .‬عبد الستار الحلوجى‬             ‫الدكتور حسنين ربيع‬

‫أستاذ المكتبات والمعلومات‬
‫قسم المكتبات والوثائل وتقنية المعلومات‬
‫كلية الآداب – جامعة القاهرة‬
‫الحديث عن الدكتور حسفنين ربيفع حفديث عفن قامفة وقيمفة‪ .‬قامفة علميفة شفامخة وقيمفة خلقيفة‬
‫رفيعة‪ .‬عرفته منذ أكثر من ثلاثين عاما‪ ،‬وكان كل يوم يمضى يقربنى إليه ويزيدنى محبفة لفه وتقفديرا‬
‫لعلمفه وخلقفه‪ .‬كثيفرون جفدا عفرفتهم وتعاملفت معهفم‪ ،‬ولكفن الفذين أحببفتهم قليلفون‪ ،‬والفذين احتفرمتهم‬
‫قليلون أيضا‪ .‬وأقل القليل هم الذين اجتمع لهفم ففى نففس الحفب والاحتفرام معفا‪ .‬ومفن هفذه القلفة القليلفة‬
‫الأخ والصديل الدكتور حسنين‪ ،‬فقد كان بالنسبة لى أخفا بكفل مفا تحملفه كلمفة الأخفوة مفن معفانى البفر‬
‫والصفاء والنقاء‪ ،‬وكان صديقا بكل ما تحمله الصداقة من نصح وإخلاص ومودّة متصفلة لفم تفتفر ففى‬
‫يوم من الأيام‪ .‬ولم يخطر على بالى قط أنه سيتركنى ويمضى إلى جوار ربه ويلحل بمجموعة الأحبة‬
‫الذين سبقونى إلى رحاب الله‪ ،‬وكانوا أعمدة أركن إليها كلما حزننى أمفر مفن أمفور الحيفاة‪ ،‬وكفان كفل‬
‫يديفه‬  ‫بفين‬  ‫قلبفى‬  ‫وأضفع‬  ‫أمفورى‪،‬‬  ‫كفل‬  ‫فى‬  ‫وأستشيره‬  ‫أستنصحه‬   ‫كوتاابحادممفنتهومحباالينقسربأةفيلهىكملركجلعماةأرخجَّطتعهإالييهد‬
                                                         ‫الزمن‪.‬‬

‫وحينما تمتد يدى إلى القلم لتكتب عن الأخ والصديل الدكتور حسنين ربيفع يمف ّر بعقلفى شفريط‬
‫من الذكريات أخفذ بعضفها برقفاب بعفق‪ .‬فقفد صفحبته ولازمتفه فتفرة ففى المملكفة العربيفة السفعودية‪.‬‬
‫كنت فيها أستاذا بجامعة الملك عبد العزيز بجدة‪ ،‬وكان هو أستاذا زائفرا للجامعفة نفسفها‪ ،‬وقضفينا معفا‬
‫أكثر من شهر لا نكاد نفترق‪ .‬ما أكثر ما تجاذبنا أيراف الحديث‪ ،‬وما أجمل الأوقات التى كنا نقضفيها‬
‫معا فى جوار بيت الله الحرام فى مكة المكرمة‪ ،‬وفى مسفجد رسفولنا المصفطفى صفلى الله عليفه وسفلم‬
‫بالمدينفة المنفورة‪ .‬ففى تلفك الفتفرة التفى مضفى عليهفا ثلاثفة عقفود مفن الفزمن خبفرت الفدكتور حسفنين‬
‫وخبرنى‪ ،‬أحببته وأحبنى‪ ،‬تعلقت به وتعلل بفى‪ ،‬وأصفبح كفل منفا مفرآة لصفاحبه‪ ،‬يخلفص لنفا النضفج‪،‬‬

                                                 ‫ويفضى إليه بمكنون نفسه ولواعجه وخوايره‪.‬‬

‫ويتولى الدكتور حسنين وكالة كلية الآداب ومفن بعفدها عمفادة الكليفة‪ ،‬ويرشفح مستشفارا ثقافيفا‬
‫ففى لنفدن فيعتفذر‪ .‬ويختفاره الفدكتور مفيفد شفهاب رئفيس جامعفة القفاهرة آنفذاك نائبفا لهفن وتظفل حبفال‬

                                                                ‫المودّه موصولة بيننا لا تنقطع‪.‬‬

‫وففى كفل المواقفع التفى شفغلها‪ ،‬أسفتاذا وعميفدا‪ ،‬ورئيسفا لاتحفاد المفؤرخين العفرب‪ ،‬وعضفوا‬
‫بمجمع اللغة العربية كان نموذجا رائعا للعالم الجليفل‪ ،‬والإنسفان المتواضفع الفذى يحفب الخيفر للنفا ‪،‬‬
‫كل النا ‪ ،‬لا يردّ من يقصده‪ ،‬ولا يتوانى فى خدمة من يلجأ إليه‪ .‬ولهذا أحبه كفل مفن عرففه أو تعامفل‬
‫سفيبقى لفه ففى ميفزان حسفناته‪ ،‬إلفى‬      ‫النفا‬  ‫حفب‬  ‫مفن‬  ‫ومفا اكتسفبه‬  ‫أن مفا فعلفه مفن خيفر‪،‬‬  ‫مجاعنه‪.‬بوأماحخسلّفبه‬
                                                     ‫له‪.‬‬  ‫صالح يدعو‬     ‫من علم ينتفع به وولد‬

                                                     ‫‪7‬‬
   3   4   5   6   7   8   9   10   11   12   13