Page 11 - كتاب تأبين حسنين ربيع
P. 11
مرموقفا ،ومثقففا موسفوعيا ،قفدم لمصفر ولجامعفة القفاهرة وللمعهفد العفالى للدراسفات الإسفلامية أجفل
الخدمات لسنوات يويلة ،مما جعل منه منارة علمية متميزة فى التفاريخ الإسفلامى ففى مصفر والعفالم
العربى .وكان رحمه الله مثالا يحتذى به فى العطاء بعلمه الغزير وخلقه الرفيع وتواضعه الجفم ،وهفو
العالم والمثقف الفذى سفعت إليفه محاففل دوليفة وعربيفة وإسفلامية كثيفرة ،ومازالفت إسفهاماته العلميفة
مرجعا لصفوة أساتذة التاريخ فى شتى بقاع العالم.
وعلى المستوى الوينى كان ــ رحمه الله ــ عاشفقا لوينفه ..مفدافعا عنفه ..متبنيفا لقضفاياه ..
قادرا على التمييز بين الجوهر والقشور ..يتميز بالوضوم والحمفا ..وصففاء المعفدن والأخفلاص
..وصفلابة المواق ..إنسفانا صفادقا خلوقفا محترمفا َ مهفذبا ،ومثفالا يحتفذى بفه ففى الأخفلاق والقفيم
العالية ،وكان يقد العمل ويبذل مجهودا كبيرا من أجل رفعة راية الوين ،حتى أصابه المفر مفن
كثرة العمل والمجهود الذى كان يبذله.
وعلى المستوى الشخصى ..كان ــ رحمه الله ــ عصاميا بامتياز ..دمث الأخلاق متواضعا ..
كريما من غير من ..بسيطا في مسلكه ..صلبافي مواقفه ..شديد الاعتزاز برأيه متواضعا أمفام رأي
الآخرين ..عفيفافي حياته قريبامن الزهد ..هادئ وصبورا ..نزيهفا ففي حكمفه علفي النفا والوقفائع
والظروف ..وواقعيافي فهمه للحقائل.
لقد فجعنا بفقدان الراحل العظيم ففى وقفت عصفيب ..ورغفم أننفى علفى يقفين مفن أن إلا أحفد
يرحل قبل أوانهر فالموت نقاد على كفه جفواهرا ينتقفى منهفا ويختفار ،ومفع ذلفك فقفد تمنيتفه حيفا اليفوم
ليواصل رحلة العطاء والكفام التى بدأها من أجل الانتصار لمبادئه ..ورعاية أبنائه الطلاب ..ورفع
راية مصرنا الغالية عالية فى عنان السماء.
وأرجو أن تتذكروا ،أن ما يدفن ففي التفراب هفو أثمفن الأشفياء إ الكنفوز ورففات الأحبفة ر أمفا
الأرث العظيم للأسلاف فيبقي ،يبعث علفي الفخفر ويحصفن الأجيفال الجديفدة مفن الوقفوع ففي مفواين
الزل فل.وهؤلاء لا ينبغففي أن تنتهففي حيففاتهم بحياتن فا لمجفف َّرد أنهففم رحلففوا ،إنمففا انتقلففوا أبففدانا ،وبقيففت
علومهم ،وأخلاقهم ،ومواقفهم ،وعطاءاتهم التفي يجفب أن تبقفى تتفاعفل ففي داخلنفا ،فنعكسفها كأمانفة
إلى الأجيال اللاحقة.
رحمففك الله أيهففا الراحففل الكففريم ،وإن معهففد الدراسففات الإسففلامية عميففدا وأسففاتذة وبففاحثين
ويلاب وعاملين ينعون بمزيفد مفن الحفزن والأسفى المرحفوم الأسفتاذ الفدكتور /حسفنين محمفد ربيفع،
والذى تخرج على يديه العديد من الطلاب من أكثر من سبعين دولة فى مختل بقفاع العفالم ،ويفدعون
له بالرحمة الواسعة والمغفرة ،وأن يسكنه الله فسيح جناته ويلهم أهله وذويه وتلاميفذه ومحبيفه الصفبر
والسلوان .وإنا لله وإنا إليه راجعون.
كلمة عن:
أ.د .حسنين محمد ربيع
أ.د .محمد عيسى الحريرى
رئيس مجلس إدارة اتحاد المؤرخين العرب
10