Page 7 - كتاب تأبين حسنين ربيع
P. 7

‫أ‪.‬د‪ .‬السيد السيد الحسينى‬     ‫حسنين ربيع‬
                          ‫الأستاذ والإنسان‬

‫أستاذ الجغرافيا وعميد كلية الآداب –جامعة القاهرة الأسبق‬

‫يعز علي أن أكتفب ففي تفأبين صفديل عزيفز قلمفا يجفود الزمفان بمثلفه ر إنفه المرحفوم الأسفتاذ‬
‫الجليل الدكتور حسنين محمد ربيع الذي رحل عن دنيانا ليترك مكانا شاغرا في قلبي لا يملفؤه غيفره ‪.‬‬
‫جمعني بالراحل العظيم رحلة عمر يويلة امتدت علي مدار أكثر من خمسين عاما ر بدايفة كمعيفدين‬
‫بالكلية ر سبقني في السفر إلي لندن بالمملكة المتحدة في بعثة للحصول علي الدكتوراه ر ولحقته و أنا‬
‫في يريقي لمدينة نيوكاسل في بعثة لجامعتها في أكتوبرعام ‪ 1964‬ر وكان هفو أول مفن قفابلني ففي‬
‫لندن ر و اصفر علفي زيفارتي لفه ففي منزلفه حيفث اسفرته الكريمفة فوجفدت مفنهم كفرم الضفيافة وشفدة‬
‫الترحيب وكانني وسط عائلتي رغم أجواء الغربة التفي تصفاحب الففرد عنفدما تطفأ قفدماه مكانفا جديفدا‬
‫وسط محيط يختل عنك في كل شفيء لغويفا وثقافيفا وحضفاريا وسياسفيا ر فبعفث ففي نفسفي حالفة مفن‬
‫التفاىل والأمل والطمأنينة ر وكان تشجيعه لفي وأنفا ففي أول مشفواري للفدكتوراه دافعفا للتغلفب علفي‬

                                                            ‫الصعاب وتحقيل النجام المأمول ‪.‬‬
‫وتابعنا الزمالة والصداقة والأخوة الحقة بعد العودة إلي كليتنا العزيزة ر نلتقي أحيانا في‬
‫ردهاتها وقد نجتمع معا في قاعاتها ر أوفي لجانها ومجالسها ‪ .‬كان رحمفه الله نعفم الزميفل والصفديل ‪.‬‬
‫حباه الله بخصال حميدة جميلة قلما تجتمع في واحد ر تواضع رغفم سفمو المكانفة ر دماثفة خلفل ر عمفل‬
‫الخير للبعيد قبل القريب ر تفان وإخلاص في العمل منقطع النظير ر ود وإيثار للمحيطفين بفه ر إنسفانية‬
‫صادقة تشع علي من يتعانل معه ‪ .‬أبوة لطلابفه ولكفل مفن يلفب منفه نصفحا أو رأيفا ر لا ينتظفر يلفب‬
‫العون أو المساعدة لمن يحتاجها حتي قبل يلبها منه ر مترفع عن الصغائر مهما كثرت او تفدنت ر إنفه‬
‫كان نموذجا وقدوة رائعة للأستاذ الجامعي في أبهي صوره ر يتمسفك بإصفرار بفالقيم الرفيعفة والمثفل‬
‫العليا ر ولا ننسي دوره المبدع في بلورة ميثاق شرف الأعراف والقيم الجامعية الذي صدر عن الكلية‬
‫عام ‪ 2000‬ر مشاركا في بحوثه وفي لجانه ورئيسا للجنة صياغته ‪ .‬شغل العديفد مفن المناصفب العليفا‬
‫في الجامعة وكيلا للكلية ثم عميدا لها فنائبا لرئيس الجامعة ر شهدت جامعة القاهرة مواسم ثقافية غيفر‬
‫مسبوقة آنذاك عندما كان نائبا لرئيس الجامعة ‪ .‬شرفت به كل المناصب القيادية فأضفاف إليهفا ويفور‬
‫من يبيعتها ‪ .‬كان رائدا في كل عمفل يحظفي برئاسفته ‪ .‬ان مجبوبفا محترمفا بفين رىسفائه ومرىوسفيه‬

                                               ‫روبين أساتذته ويلابه ‪ .‬ترك سيرة ذاتية عطرة ‪.‬‬
‫لم أتحدث عن إنتاجه العلمي الغزير وما تركه من كتابفات رائفدة ففي مجفال تخصصفهر‬
‫فهذا ما يذكرة بكل إعجاب واحترام وتقدير أقرانه وأجيال مفن يلابفه ‪ .‬ولكننفي آثفرت أن اتحفدث عفن‬

             ‫قطرة صغيرة في نهر عذب المياه متدفل دائم الجريان من العطاء ر إنه حسنين ربيع ‪.‬‬
                                                                  ‫أخي وصديقي الأعز‬

‫لفن أنسفاك مفا حييفت ر لا يتوقف شفريط الفذكريات كفل حفين ‪ .‬أدعفو الله متضفرعا أن يتغمفده‬
‫بواسع رحمته ورضوانه وأن يسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشفهداء والصفالحين وحسفن‬
‫أولائك رفيقا لقاء ما قدم لوينه وأمته وجامعتفه وكليتفه ر وجعفل مفا قدمفه ففي ميفزان حسفناته ‪ .‬وألهفم‬
‫أسفرته الكريمفة ر قرينتفه ورفيقفة دربفه وأبنفاءه والزميلفة الغاليفة الفدكتورة سفحر وزمفلاءه ويلابفه‬
‫وأصدقاءه ومحبيه والعارفين بفضله الصبر والسلوان ر وإنا لله وإنا إليه راجعفون ‪ .‬ولا حفول ولا قفوة‬

                                                      ‫إلا بالله العلي العظيم ‪.‬‬

                          ‫‪6‬‬
   2   3   4   5   6   7   8   9   10   11   12