Page 5 - كتاب تأبين حسنين ربيع
P. 5
كلمة أ.د .محمد عثمان الخشت
رئيس جامعة القاهرة
تصدير كتاب د .حسنين ربيع
عرفناه أستاذا للتاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة وعلما من أعلامها البارزين منذ ألف كتابفه
المبكر حول الحضارة الإسلامية الذي تناول فيه تاريخ العلوم منذ تكلم العلم بالعربية على مدى ثمانية
قرون من عمر الزمان في الطب والفلك والكيمياء والعقاقير والهندسة والفيزياء والحساب ،إلى جانب
نبوغ العقل العربي في الجغرافيا والتاريخ والفلسفة وعلم الاجتماع ،بالإضافة إلى تفوق البيان العربي
في الشعر والقص ومختل فنون القول.
قدّم المرحوم الدكتور حسنين ربيع نفسه للمجتمع الجامعي مع أوائل سبعينيات القرن الماضفي
من خلال السرد التاريخي المتميز لدور العرب في صناعة الحضارة الإنسانية منذ ضرب الغرب في
تيه التخل والجمود إلى أن نقل عفن أبفرز العلمفاء العفرب مفن أمثفال ابفن سفينا والفرازي وابفن حيفان
وابن الهيثم والإدريسي والكندي والفارابي وابن رشد وأمثالهم مفن علمفاء العربيفة الكبفار الفذين رادوا
حركة العلم في التألي بالعربية والترجمة منها وإليها.
ثفم عرفنفاه أسفتاذا وينيفا ففي كتابفه حفول إالقفد و عربيفة إسفلاميةر والفذي احتففت بفه وزارة
التربية والتعليم ضمن مناهجها في المواد القرائيفة ففي المرحلفة الثانويفة ،فكفان للكتفاب يبيعفة خاصفة
من المنظور التاريخي والقومي والويني والإنساني في حرص المؤلف علفى توثيفل التفاريخ العربفي
والإسلامي للقد .
وقفد تعفددت مؤلففات المرحفوم الفدكتور ربيفع فكفان مشفهودا لفه بالأصفالة ففي أسفتاذيته ودقفة
المنهج ومستوى المعالجة التاريخية للأخبار تمحيصا ونقدا وتحليلا وتعليقا من خلال الفرىى الصفائبة
للمؤرخ العربي الأصيل.
كما تعددت المواقع القيادية التي تولاها الدكتور ربيع في كليته وجامعته وخارجها ،حيث ترك
بصمات إدارية متميزة منذ تولى وكالة كلية الآداب ،ثم العمادة ،ثم عمفل نائبفا لفرئيس الجامعفة لخدمفة
المجتمع والبيئة مع إشرافه وقتها علفى بفرامج التعلفيم المفتفوم المسفتحدثة ففي تلفك الفتفرة ،إلفى جانفب
حرصه على نشر حصاد الموسم الثقافي وحصاد احتفالية عيد العلم سنويا بالجامعة.
وامتد نشايه خارج الجامعة منذ انتخب عضوا بمجمع اللغة العربيفة إلفى توليفه رئاسفة التعلفيم
المفتوم بالجامعة المفتوحة ،إلى انتدابات متعددة له بالجامعة الأمريكية ،ومعهد الدراسات الإسفلامية،
وعمله مقررا للجنة ترقيات الأساتذة في تخصص التاريخ لعدة سنوات.
كان له دوره أيضا في النهفو باتحفاد المفؤرخين العفرب وتطفوير صفيء الأداء المنهجفي بفه
حتى أصبح من القلاع المهمة في حراسة تفاريخ الفوين والأمفة ،والمحافظفة علفى الوثفائل والحفرص
على تحقيقها وإخراجها لحيز النور في المكتبة العربية.
نموذجفا كفان أو إداريفا ،فكفان أمفسنهمنمافلامذرجحالوعم اطفلادءكتالوعلرمفحيسنويالنإنرسبفيانعيففاليفذكفيلتمجلّوفقفىعففتفيولاشهخعلصمفيفها متميفزا
وإنسفانا الكفريم أسفتاذا وعالمفا
يعرف حل وينه وأمته وتاريخه ولغته ،فلا يففري ففي واجفب يسفند إليفه ،ولا يتهفاون ففي مهمفة يقفوم
بها ،فكان شريكا في كثير من المؤتمرات الهادفة إلى تطوير التعليم العالي مفع مطلفع الألفيفة الجديفدة،
وفي صياغة خمسة وعشرين مشروعا لتطوير المنظومة على المدى القصير والمتوسط والبعيد.
كمفا شفارك بحمفا منقطفع النظيفر ففي الفدفاع عفن قضفايا اللغفة العربيفة وتدريسفها كمتطلفب
جامعفة منفذ نهايفة القفرن الماضفي ،وكفذا كانفت مشفاركاته ففي كثيفر مفن فعاليفات العمفل الثقفافي ففي
الجامعة بحكم سعة خبراته ،ورحابة صدره ،وقدرته على التفاعل مع زملائه ويلابفه ومريديفه الفذين
اتسعت دوائرهم وزادت أعدادهم في مختل الجامعات العربية والمصرية.
رحم الله الدكتور حسفنين ربيفع رحمفة واسفعة ،يشففع لفه علفم ينتففع بفه ،وولفد صفالح يفدعو لفه
وصدقة جارية تقدمها أسرته الصغيرة وأسرته الكبيرة في قسم التاريخ وكلية الآداب وجامعة القاهرة،
غفر الله له وأدخله فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ،و"إنا لله وإنا إليفه
راجعون".
4