Page 20 - كتاب تأبين حسنين ربيع
P. 20

‫قادرين على ما يقع على عاتقنا من أعباء سواء إدارية أو علمية‪ ،‬وقد كان كل ذلك دون توجيه كلمة‬
                          ‫واحدة ولكن فقط بتتبعنا نحن لتصرفاتك مع المواق صغيرها وكبيرها ‪.‬‬

‫أن ما منحك الله العلي القدير من الحكمة وبٌعد النظر وخبرة في الحكم على الأمور‬
‫ومشاهدة ما وراء السطور جعلت منك رحمة الله عليك كبير عائلة أمتدت فروعها لتظل أنت الكبير‬

                                         ‫رغم رحيلك عنا و الكل يمشي على هداك بحب ورضا ‪.‬‬

‫كنت تسعى رحمة الله عليك جاهدا لبناء أسرة كبيرة ممتدة‪ ،‬مقدما المشورة الصادقة للكبير‬
‫والصغير بحنو وصبر وحكمة ينمي بداخلنا الإيمان والرضا والقناعة بالمال الحلال وكنت دائما‬
‫مرددا مقولة إبأن المال كاللبن أحرص على نقائه ولا تترك بعق الأتربة تصل اليه حتى لا يتلوثر‬

                                                                                            ‫‪.‬‬

                                                                                           ‫على الصعيد المهني والانساني ايضا‬

‫فمنذ عودته لمصر بعد حصوله على درجة الدكتوراه من المملكة المتحدة لم يدخر الدكتور‬
‫حسنين ربيع وسعا فى خدمة مجال تاريخ العصور الوسطى وعلم التاريخ بفروعه على وجه العموم‬

    ‫فكان حبه لجامعته وفخره بالانتماء لها ولكليته وتخصصه هي من ابرز ما يميزه رحمة الله عليه‪.‬‬

‫وقد رفق كل ما عر عليه فى بداية حياته العملية من عرو مغرية للعمل فى الخارج‬
‫بعد حصوله على الدكتوراه ‪،‬حيث عر عليه مشرفه فى جامعة لندن ذلك ‪ ،‬وعندما تأكد أنه لا‬

                                                    ‫سبيل الا الرجوع لأر الوين أخبره قائلا‬

‫"أنا على يقين من نجاحك فى أى مكان تذهب إليه ولكن على يقين أكثر من أن حبك لوينك‬
                       ‫مصر ورغبتك فى العودة لبلادك تفوق أى عر يمكن أن يعر عليك "‬

‫حين ٌعين مستشارا لمصر فى المملكة المتحدة من قبل الأستاذ الدكتور ‪ /‬حسين كامل بهاء‬
‫الدين وزير التعليم العالى السابل وكان ذلك في عهد أستاذنا الدكتور مفيد شهاب رئيسا لجامعة‬

                                                                                     ‫القاهرة ‪.‬‬

‫وبعدأصدار الجوزات الدبلوماسية له بالرغم من العائد المادي الكبير الذى كان سوف يحصل‬
‫عليه ولكنه اختار أن يكون فى رحاب جامعة القاهرة كنائب لرئيس الجامعة لشئون البيئة وخدمة‬
‫المجتمع مع ا‪.‬د‪.‬مفيد شهاب رئيس الجامعة فى حينه واهتموا بالمواسم الثقافية القوية مما غير فكر‬

                                                                             ‫الشباب في حينه‪.‬‬

‫ولم ينس الفقيد مسقط رأسه الوادي الجديد حيث كان أبا لكل المغتربين من يلبة الوادى‬
‫الجديد سواء بمساعدتهم في التسكين بالمدن الجامعية أو مراعاته الإنسانية لهم فى تكملة مشوارهم‬
‫العلمي‪ .‬وكان حريصا على الرغم من معاناة السفر الى الوادي مع ظروفه الصحية الصعبة أن يقيم‬

     ‫هناك مسجد آل ربيع بالوادى الجديد بالداخلة عسى الله أن يتقبله منه ويجعله في ميزان حسناته‪.‬‬

‫ا ْل َم ْو َت‬  ‫َخ َل َل‬  ‫إإا َّل مذي‬                                                                              ‫وفى النهاية و‬

                                                ‫تعالىو‬  ‫المولى‬             ‫يقول‬  ‫حيث‬  ‫بها‬  ‫الإيمان‬  ‫من‬  ‫أَحيُّقكي ْمقةأَ ْحوا َسقعنة َعل َامبلدارللرجميع‬  ‫الموت‬             ‫َوا ْل َحيَاةَ‬
                                                                                                                                                          ‫مل َي ْبل َوك ْم‬
‫غفر الله لك يا والدنا وتجاوز عن سيئاتك‪ ،‬وتغمدك بواسع رحمته‪ ،‬وجزاك الله عنا وعن‬
‫يكعن مّظتم‬  ‫الجزاء يا من‬                        ‫قلبه بلقائك خير‬            ‫تعلل‬   ‫عائلتنا وتلاميذك ومحبيك وكل من‬  ‫والدتنا وأخواتنا وأفراد‬
            ‫عزاءنا‪ ،‬وأن‬                         ‫نسأل أن يحسن‬               ‫والله‬  ‫والأخ الكريم‪ ،‬والصديل الصدوق ‪.‬‬  ‫لنا بحل الأب الحنون‪،‬‬
‫ا َلو مإنَّاصاإمبلَ ْيريمهن َراال مذجيعنو َقنا"ل‬  ‫يجعلنا من‬                ‫أوسأجبنرحنايان‪،‬هجمووأعتنانعابليىكجبففرييهممجونصايبن{تنا َالوبَخفلميّشدمركف‪،‬اليواألَّصانحمبيميارليةه َانملنآاا َّل مخذايلر َةنصإإمبذَنار أَشعال َءصاىاَبلتْلفههق‪ْ .‬مدكم‪ ،‬مصويأبَةٌن‬
                                                  ‫قَالوا إم َّنا ّملَِّلم‬

‫وأخيرا اسمحوا لي أساتذتى الكرام أن أتقدم لكم بطلب من أسرة الفقيد وهو إن أمكن تسمية‬
‫قاعة العصور الوسطى بقسم التاريخ باسم الفقيد الكريم حتى تظل ذكراه في أذهان تلاميذه ويلابه‬
‫وخاصة أنه كان دائما وأبدا حريصا على ان يدر فى هذه القاعة لطلبة الدراسات العليا على الرغم‬

             ‫من صعوبة الوصول اليها بعد مرضه فقد كان رحمة الله عليه محبا لتخصصه وقسمه ‪.‬‬
                                              ‫شكرا جزيلا وجزاكم الله جميعا خيرالجزاء‬

                                      ‫‪19‬‬
   15   16   17   18   19   20   21   22   23   24   25