Page 13 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام
P. 13
ﺗﻔﺴﲑ ﻹﻏﻔﺎﻝ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻮﻝ ،ﺇﻧﻪ ﻣﻨﺬ ﻭﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻜﺘـﺎﺏ ﺍﻟﻨﺼـﺎﺭﻯ ﲢـﺖ
ﻫﺎﺟﺲ ﺭﻓﺾ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻄﻠﻘﺎﹰ ،ﻓﻠﻢ ﳛﺎﻭﻝ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻬﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ،ﺑﻞ ﺍﲡﻬﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﺤـﺚ ﰲ
ﻛﻞ ﻣﺎ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺸﻮﻩ ﺻﻮﺭﺗﻪ ،ﻭﺍﻋﺘﱪﻭﻩ ﲡﺴﻴﺪﺍﹰ ﻟﻠﺸﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺬ ﻳﻬـﺪﺩ ﺍﻟﻨﺼـﺮﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﻧﺘﺸـﺎﺭﻫﺎ
ﻭﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ،ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺮﻓﻀﻪ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ .
ﺃﻣﺎ ﺃﻭﻝ ﺭﺟﻞ ﺩﻳﻦ ﻧﺼﺮﺍﱐ ﺷﺮﻗﻲ ﻫﺎﺟﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻘﺒﻄﻲ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﻨﻘﻴﻮﺳﻲ ﺍﻟـﺬﻱ ﻋﺎﺻـﺮ
ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﳌﺼﺮ ﻭﺃﺭﺥ ﳊﻮﺍﺩﺙ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﺘﺢ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺳﻘﻔﺎﹰ ﳌﺪﻳﻨﺔ ﻧﻘﻴﻮﺱ )ﺃﺑﺸﺎﺩﻱ ﲟﺮﻛﺰ ﺗـﻼ
ﻣﻨﻮﻓﻴﺔ( ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ٤٧-٤١ﻫـ٦٦٧-٦٦١ /ﻡ ) .(١٩ﻟﻜﻨﻪ ﺍﺗﺼﻒ ﺑﺎﻟﺘﻌﺼﺐ ﺿـﺪ ﺍﳌﺴـﻠﻤﲔ ،
ﻓﻮﺻﻒ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺑﺎﻟﻮﺛﻨﻴﲔ)(٢٠ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻳﻜﻮﻥ ﺛﺎﱐ ﻛﺎﺗﺐ ﻧﺼﺮﺍﱐ ﻳﻠﺼﻖ ﻤﺔ ﺍﻟﻮﺛﻨﻴﺔ ﺑﺎﳌﺴـﻠﻤﲔ ﺑﻌـﺪ
ﺃﺳﻘﻒ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﺍﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻲ ﺻﻔﺮﻭﻧﻴﻮﺱ .ﻭﻳﻌﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﻨﺎﻕ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﰲ ﻣﺼـﺮ ﻟﻺﺳـﻼﻡ
ﺑﻘﻮﻟﻪ " :ﻗﻮﻡ ﺍﺭﺗﺪﻭﺍ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﺍﳌﺴﻴﺤﻲ ﻭﺩﺧﻠﻮﺍ ﰲ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ "). (٢١
ﻭﻗﺪ ﻇﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ – ﻤﺔ ﺍﻟﻮﺛﻨﻴﺔ – ﺗﺘﺮﺩﺩ ﺩﺍﺋﻤﺎﹰ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﻋﻠـﻰ ﺃﻟﺴـﻨﺔ
ﺍﻷﺳﺎﻗﻔﺔ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﳌﺆﺭﺧﲔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﲔ .ﺣﱴ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﲨﺎﻫﲑ ﻏﻔﲑﺓ ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺑﺄﻥ
ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ – ﻭﻫﻮ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﳋﺎﻟﺺ – ﻫﻮ ﺩﻳﻦ ﻭﺛﲏ ﺣﻴﺚ ﻏﺪﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﻋﻘﻴـﺪﺓ ﺿـﻤﻦ
ﺍﳌﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﳍﺠﺮﻱ /ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﺍﳌﻴﻼﺩﻱ ﳒﺪ ﻧﺼﺎﹰ ﻣﻜﺘﻮﺑﹰﺎ
ﻳﺼﻮﺭ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺮﻋﺒﺔ ﳐﻴﻔﺔ ﻭﻫﻮ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺯﺍﺋﻔﺔ ﺗﺴﻤﻰ ﻧﺒـﻮﺀﺓ ﻣﻴﺜﻮﺩﻳـﻮﺱ The
) (١٩ﻟﻴﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﻮﺍﺩ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ :ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴﺔ ﰲ ﻋﺼﺮ ﺍﻹﻣﱪﺍﻃﻮﺭ ﻫﺮﻗﻞ ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﳌﺴﻠﻤﲔ ،ﺍﻟﻘـﺎﻫﺮﺓ١٩٨٥ ،ﻡ
ﺹ ٢٥ﺣﺎﺷﻴﺔ ﺭﻗﻢ ). (٣
(20) Kedar. Z . Benjamin : Crusade and Mission Eurpean Approaches Toward the
Muslims Princeton university press , 1988. P.21 note, 41
) (٢١ﺑﺘﻠﺮ :ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺹ ، ٣٠٥ﻭﺳﻴﺄﰐ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﺻﻔﺮﻭﻧﻴﻮﺱ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ.
١١
