الموقع الرسمي للدكتور علي بن محمد عودة الغامدي
صناعة الكراهية للإسلام والمسلمين في الفكر الغربي

صناعة الكراهية للإسلام والمسلمين في الفكر الغربي
مثال من القرن الأول الهجري:
نبوءة ميثوديوس:
من الكتابات النصرانية الشرقية في القرن الأول الهجري/السابع الميلادي نجد نصاً مكتوباً يصور
المسلمين في صورة مرعبة مخيفة وهو عبارة عن نبوءة
زائفة تسمى نبوءة ميثوديوسthe prophecy of Methodius, وهي مقالة صيغت على شكل نبوءة تتحدث عن المستقبل بحيث تبدو وكأنها ظهرت قبل ظهور الإسلام، بينما هي في الحقيقة قد كُتبت بعد نجاح حركة الفتوح الإسلامية  وهي أيضا مقالة تبريرية تُبرر الهزائم التي حلت بالنصارى أمام المسلمين بوصفها قدراً محتوماً وتشير في ألم وتوجع إلى اعتناق الكثير من النصارى للإسلام، وتعطي الأمل بانتصار النصرانية في نهاية المطاف.
وقد كُتبت هذه المقالة باللغة السريانية في شرق آسيا الصغرى التي كانت تابعة للروم. وترجمت فوراً إلى اللغة اليونانية، وفي أواخر القرن الأول الهجري/أوائل القرن الثامن الميلادي ترجمها
إلى اللاتينية راهب فرنجي يُدعى بطرس كان يعيش داخل مملكة الفرنجة. وتزعم هذه النبوءة بأنه بسبب آثام المسيحين  فإن الإسماعيلين-أبناء إسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام- سوف يثورون من صحراء إيثريبوم-يثرب أو المدينة كالبركان، ويغادرون الصحراء في أعداد هائلة وقوة، ويفتحون سائر بلدان الشرق ويهاجمون صقلية ، وأولئك الذين يعيشون سوف يقتربون إلى روما، وفي الشرق سوف يتطلع الفاتحون إلى كل الموارد الممكنة ليحكموا العالم وفتوحاتهم الساحقة لن تنقطع بسبب اليتامى والأرامل والفقراء والمساكين ، وجميع أشجار الغابات سوف تُقطع وشكل الجبال يخرّب، والبلدان سوف تتصحر، والأمصار سوف تغدو بلا طرق، والبشر ينقصون والإسماعليون سوف يهزؤن ويسخرون من جميع الرجال العقلاء، ومعارفهم سوف تتقدم بحرية ، ولا أحد سوف يكون قادراً أن يغير ويناقش كلامهم هم سوف يكونون التمرد، الذي طبقا للرسالة الإنجيلية الثانية إلى أهل تسالونيكي يجب أن يسبق من حيث الترتيب مجيء المسيح الدجال وذلك التمرد سوف يأخذ ضريبته من السكان النصارى الخاضعين، فالكثيرون منهم سوف يتبرؤن من الإيمان الصادق، ويرفضون صليب المسيح المانح للحياة، وينكرون الأسرار المقدسة للدين المسيحي، في الواقع هم سيفعلون ذلك بدون إكراه ولا تعذيب ولا أسواط هم سوف يتنكرون للمسيح ويتبعون الآثمين..ولكن في النهاية يظهر إمبراطور روماني وسوف يدمر إيثربيوم(يثرب) ويهزم الإسماعيلين ويخضعهم.
وقد استهوت الترجمة اللاتينية لهذه النبوءة الكثير من القراء في أوروبا الكاثوليكية طوال العصور الوسطى، حيث بقيت أربع مخطوطات من هذه النبوءة مؤرخة في القرن الثامن الميلادي/ الثاني الهجري، ونسخ أخرى كثيرة جداً نسخت في القرون التالية. مما يفسر الأثر الكبير الذي أحدثته في تشويه الرؤية الغربية تجاه الإسلام والمسلمين والأثر الذي أحدثته في صناعة الكراهية المقيتة للإسلام والمسلمين في صدور الغرب.
كتبه: أ.د.علي محمد عودة الغامدي

شاركـنـا !

أترك تعليق
صوت التطور لخدمات الويب
%d