الموقع الرسمي للدكتور علي بن محمد عودة الغامدي
ذات النطاقين والحجاج
ذات النطاقين والحجاج
—————————–
ظل عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما في مكة يقاوم الجيش الأموي بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي عدة أشهر حتى انفض عنه معظم اتباعه وطلبوا الأمان من الحجاج وضمنهم أثنان من أبنائه.
وفي شهر جمادى الأولى سنة73 هجرية دخل عبدالله بن الزبير إلى أمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما واستشارها فيما يفعل فحثته على المضي قدما في الطريق الذي اختاره إذا كان يعتقد أنه على الحق.
فخرج وقاتل جيش الحجاج قتالا مستميتا حتى خر قتيلا بعد مقاومة عنيدة دامت ستة أشهر فأمر الحجاج بصلب جتثه على خشبة!!!
ويحدثنا الإمام مسلم في صحيحه عن قصة صلب عبدالله بن الزبير وموقف والدته رضي الله عنهما فيقول :
( فجعلت قريش تمر عليه والناس حتى مرً عليه عبدالله بن عمر فوقف عليه فقال : السلام عليك أبا خبيب ، السلام عليك أبا خبيب ، السلام عليك أبا خبيب . أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا ، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا ، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا ، أما والله إن كنت صواما قواما وصولا للرحم ، أما والله لأمة أنت أشرًُها لأمة خير . ثم نفذ عبدالله بن عمر .
فبلغ الحجاج موقف عبدالله بن عمر وقوله ، فأرسل إليه فأُنزِل عن جذِعِه ، فأُلقي في قبور اليهود.
ثم أرسل إلى أمه أسماء بنت ابي بكر الصديق رضي الله عنهما ، فأبت أن تأتيه ، فأعاد عليها الرسول: لتأتيني أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك – يقصد شعرها – قال : فأبت وقالت والله لا آتيك حتى تبعث إليً من يسحبني بقروني. فقال أروني سبتي – نعلي – فأخذ نعليه ثم انطلق يتوذف – يسرع – حتى دخل عليها ، فقال : كيف رأيتني صنعت بعدو الله؟؟؟  قالت رأيتك أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك آخرتك . بلغني أنك تقول له يا ابن ذات النطاقين ، أنا والله ذات النطاقين ، أمًا أحدهما فكنت أرفع به طعام رسول الله وطعام أبي بكر من الدواب ، وأما الآخر فنطاق المرأة التي لاتستغني عنه. أما إن رسول الله صلى عليه وسلم حدثنا أنً في ثقيف كذابا ومبيرا ، فأما الكذاب فقد فرأيناه وأمًا المبير فلا اخالك إلا إياه . قال : فقام عنها ولم يراجعها )
وقد علًق الإمام النووي على نص الإمام مسلم بقوله: ( ان المبير بمعنى المهلك ، وأن العلماء اتفقوا على أن المراد بالكذاب هنا المختار بن عبيد الثقفي وبالمبير الحجاج بن يوسف)
المصدر ؛ صحيح مسلم بشرح النووي ، ج ١٦ كتاب الفضائل ، باب ذكر كذاب ثقيف ومبيرها ، ص ٩٨
شاركـنـا !

أترك تعليق
صوت التطور لخدمات الويب
%d