الموقع الرسمي للدكتور علي بن محمد عودة الغامدي
الموارنة والصليبيون

المارونيون

ينتسبون إلى من يسمونه القديس مارون ويسكنون في الشام فيما بين موطن النصيرية في الشمال والدروز في الجنوب وقد توفي مارون هذا سنة410م ولايعرف عنه إلا القليل. وقد ظل المارنيون شوكة في جانب المسلمين. وزاد خطرهم زمن الحروب الصليبية فكانوا في جانب الصليبيين بنحو 40ألف مقاتل

وقف الموارنة الى جانب الصليبيين طوال الحروب الصليبية سيما بعد أن عانى القادة الصليبيون من نقص القوة البشرية مثل بلدوين الأول الذي استعان بهم في تدعيم مملكة بيت المقدس كما ساعدوا الصليبيين في إحتلال طرابلس إضافة إلى خدماتهم التي قدموها في الطب والإدارة وغيرها .

وحين حلٌت الهزيمة الساحقة بملك فرنسا لويس التاسع في مصر سنة ٦٤٨ هجرية ووقع جيشه كله بين قتيل وأسير، وأطلق المماليك سراحه مقابل فدية كبيرة ذهب إلى عكا بلا قوة فقدم له الموارنة ٢٥٠٠٠ فارس من الخيالة استطاع بهم ترميم النفوذ الصليبي المنهار بالشام وتحصين المواقع الباقية بيد الصليبيين.

وكان لتلك المساعدة التي قدمها الموارنة للويس التاسع أحسن الأثر في نفسه فشكرهم على ذلك. ومن هنا نشأت علاقة الود والصداقة بين فرنسا والموارنة منذ ذلك الحين والى اليوم ولم تنسحب فرنسا من لبنان في القرن الماضي إلا بعد أن ضمنت لهم المكانة الاولى في الدستور اللبناني الذي وضعته لمصلحتهم .

وعاقب سلاطين المماليك البحرية الموارنة عقابا صارما، ففي سنة ٦٦٣هجرية انتزع الظاهر بيبرس منهم القليعات وعرقة وأراد ان يفتح طرابلس في ذلك الحين لكن هجوم الموارنة على قواته من أعالي الجبال أوقف فتحه لها، ثم هاجم معقلهم شقيف أرنون وفتحه وتوغل في قراهم وأحرق الكثير منها ودمر مزارعهم.

ولما فتح الظاهر بيبرس أنطاكية سنة ٦٦٦ هجرية لجأ من تمكن من الفرار من الصليبيين إلى جبال الموارنة فاستقبلهم بطريرك الموارنة بالود والترحاب وأواهم وقدم لهم المساعدات لدرجة أن بابا الكنيسة الكاثوليكية في روما اسكندر الرابع أرسل رسالة الى البطريرك الماروني يشكره على إيواء الصليبيين.

وقام المنصور قلاوون في سنة ٦٨١ هجرية بمهاجمة معقلهم الرئيس أهدن وحاصرها وفتحها بعد حصار شديد دام أربعين يوما وتم نهبها وتدميرها كما هاجم قلاعا اخرى عديدة وحصينة تابعة للموارنة قريبة من طرابلس الامر الذي سهل على قلاوون فتح طرابلس الصليبية سنة ٦٨٨ هجرية دون ان يخشى هجمات الموارنة.

 

شاركـنـا !

3 تعليقات
  1. يقول احمد الشريف:

    شيخي فضيلة الدكتور علي المحترم أطال الله في عمرك وادام الله عليك لباس الستر والعافيه ونفع المسلمين بعلمك.
    لقد احسنت في وصف الموارنه واوجزت واوضحت لنا ماكان خافي عن هذه الطائفه النصرانيه الحاقده على الاسلام واهله. ا

  2. جزاك الله خيرا . فقد اوجزت فأنجزت فهم خنجر في خاصرة المسلمين . ويعلم الله انني استفدت من هذه المعلومات . والكثير لايعلم بدعمهم المتواصل لأشقائهم النصارى .ضد المسلمين .

  3. جوزيتم خيرا يا فضيلة الدكتور، نفهم من المقال أن هؤلاء القوم كانوا قلة قليلة وقت انتشار الإسلام في الشام، ولعلهم من أهل الذمة الذين أمنهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه على دينهم وأملاكهم وأرواحهم، لكنهم مع مرور الوقت اختاروا الخيانة واصطفوا مع الصليبيين في حملاتهم ثم وقفوا مع المستعمر الذي أنشأ لهم دويلة جديدة اسمها معروف. لكنهم على كل حال لم يكونوا لوحدهم في ذلك، بل نشأت دويلات أخرى على يد أولئك المستخربين.

أترك تعليق في فيصل كريم الظفيري
صوت التطور لخدمات الويب
%d