الموقع الرسمي للدكتور علي بن محمد عودة الغامدي
السلطان قلاوون ومحو إمارة طرابلس الصليبية من الوجود.
السلطان قلاوون ومحو إمارة طرابلس الصليبية من الوجود.
———————————-
بعد أن قصم السلطان المملوكي المنصور قلاوون ظهر دولة مغول فارس في معركة حمص سنة ٦٨٠ هجرية وأمًن جبهته من ناحية الشرق التفت لإمارة طرابلس الصليبية ، وهي آخر الدول الصليبية التي أسسها الصليبيون في بلاد الشام . وظل يجهز جيشه ليوم الفصل مع هذه الدولة الصليبية لمدة ثمان سنوات وفي سنة ٦٨٨ هجرية /١٢٨٩م زحف بجيشه الكبير الذي بلغ – طبقا للمصادر الاسلامية – أربعين ألف فارس ومائة واربعين ألف من المشاة . وإذا تأملنا هذا العدد الكبير أدركنا مدى التطور الهائل الذي حدث للجيش المملوكي زمن المماليك ذلك أن جيش البطل صلاح الدين لم يصل الى ربع هذا العدد لا في معركة حطين ولا زمن الحملة الصليبية الثالثة
فقد تحولت دولة المماليك الى دولة عسكرية عظمى حيث قام السلطان الظاهر بيبرس بشراء اعداد كبيرة من المماليك الاتراك الصغار مستغلا علاقاته الجيدة مع دولة مغول القفجاق  وروسيا ( مغول القبيلة الذهبية ) وانشأ لهم المدارس والمعسكرات لتنشئتهم تنشئة اسلامية وتربيتهم تربية عسكرية راقية ، وقد واصل السلطان قلاوون هذه السياسة بنفس الزخم لدرجة أن اخبار هذه السياسة وصلت الى أوربا فأقضت مضاجع الغرب الصليبي حتى بدأت العقلية الصليبية والروح الصليبية في الغرب تتهاوى ودب اليأس في نفوس الغرب وأصبح يدرك أنه ليس في مقدوره ارسال حملة صليبية لأن مصيرها سيكون الفناء التام.
اما الآلات ومعدات الحصار التي أحضرها الجيش الاسلامي بقيادة قلاوون فقد كانت كثيرة جدا حتى أن المنجنيقات بلغت أكثر من مئة منجنيق.
وسرعان ما أحدث الجيش الأضرار والدمار في أبراج وأسوار طرابلس ، فاقتحمها الجيش عنوة في ٣ ربيع الثاني ٦٨٨ هجرية/ ابريل ١٢٨٩م ، ومثلما فعل في أنطاكية قتل جنود الجيش كل من وجدوه من المحاربين الصليبيين وأسروا نسائهم وأطفالهم وغنموا غنائم ضخمة ، ولم ينج من الصليبيين الا من هرب بالسفن الراسية في الميناء أثناء دك الأسوار. وأصبحت المدينة كلها في أيدي المسلمين ، وأمر السلطان قلاوون بتدمير المدينة وهدم أسوارها وتسويتها بالأرض ليقتل كل أمل في نفوس الصليبيين باحتلالها مرة أخرى. ثم أمر ببناء مدينة طرابلس الجديدة على تل يقع الى الشرق بعيدا عن ساحل البحر حتى لاتتعرض لهجوم صليبي بحري مباغت ، كما استرد مدينة جبلة التابعة لطرابلس.
وقد استعد السلطان قلاوون في السنة التالية لاسترداد عكا لكن القدر عاجله فمات رحمه الله ولكن ابنه الأشرف خليل بن قلاوون حقق أمل والده فاستردها سنة ٦٩٠ هجرية /١٢٩١م. وهذا موضوع عرضناه من قبل ويوجد في الموقع.
كتبه أ.د/علي بن محمد عودة الغامدي.
شاركـنـا !

تعليق واحد
  1. يقول Tareksayed:

    رحم الله قلاون وابنه وكل المماليك الذين يكرهم الغرب أشد الكراهيه لكونهم من اخرجهم من بلاد اامسلمين

أترك تعليق
صوت التطور لخدمات الويب
%d