الموقع الرسمي للدكتور علي بن محمد عودة الغامدي
ابن قدامة:من أشهر أعلام الاسلام.

هو ابومحمد عبد الله بن أحمد بن محمد المقدسي  الملقب بموفق الدين. ولد بقرية جماعين على جبل نابلس بفلسطين سنة 541هجرية في أسرة عرفت بالتقوى والصلاح وقدم الى دمشق مع اسرته سنة 551. وشرع في الاقبال على طلب العلم فحفظ القرآن وسمع الحديث.وارتحل مرتين الى العراق مع ابن عمه الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد وذلك سنتي 561 و567هجرية ودرس الفقه في بغداد على مذهب الامام أحمد بن حنبل على أيدي كبار العلماء والفقهاء .كما ارتحل الى مكة للغرض نفسه سنة 573.وبرع في الحديث والتفسير وألأصول والقراءات وسائر علوم الشريعة.”وأصبح اماما من أئمة المسلمين وعلما من أعلام الدين ” وتعمق ابن قدامة في علوم الفقة والاصول حتى بلغ درجة الاجتهاد وهي مكانة صعبة المنال لم يبلغها أحد في زمنه.
وحين استقر بدمشق توفر على الاشتغال بالفقه وتدريسه وحدث بشيءمن مسموعاته، وعلى الرغم من كونه حنبليا فإنه لم يكن يعرف التعصب المذهبي بدليل تدريسه بعض مؤلفات الشافعي،اذ يذكر ابوشامة انه درس على يديه مستد الامام الشافعي.
وتولى ابن قدامة امامة الحنابلة بجامع دمشق “وبرع  وأفتى وناظر وتبحر في علوم كثيرة “.ولم تشهد بلاد الشام اماما في منزلته منذ زمن الامام الاوزاعي. وقد شهد له معاصروه من العلماء بالتفوق في شتى مجالات العلوم التي اشتغل بها فقد كان “اماما في القرآن  امامافي التفسير  اماما في علم الحديث ومشكلاته  اماما في الفقه بل أوحد زمانه فيه  اماما في علم الخلاف  أوحد زمانه في علم الفرائض  اماما في أصول الفقه. اماما في النحو  اماما في الحساب  اماما في النجوم السيارة والمنازل ”
ولم تقتصر جهود ابن قدامة على التدريس والفتيا  بل امتدت الى التأليف فصنف كتبا كثيرة في الفقه وأصوله وعلوم الحديث . ولقدكان لمصنفاته أبعد الاثر في الحياة العلمية في عصره  وفي الفكر الاسلامي بعده. ومن أشهر مؤلفاته في الفقه  المغني الذي شرح فيه مختصر الخرقي وجعله في عشرة مجلدات  وصرف فيه جهدا مضنيا حتى أكمله. وكتاب الكافي في أربع مجلدات.و كتاب العمدة. وفي أصول الدين كتاب الاعتقاد. وكتاب البرهان في مسألة القرآن. وكتب أخرى كثيرة.
وكان ابن قدامة- مع تبحره في العلوم وحيازته قصب السبق على أقرانه وخصوصا في مذهب الامام احمدبن حنبل – ورعا زاهدا تقيا لينا متواضعا  فيه حلم وتؤدة .قصر أوقاته للعلم والعمل .وكان حين يناظر خصومه يسوق الحجج المفحمة والبراهين الساطعة على ارائه  ولايتحرج ولاينزعج من هجوم خصومه عليه.
وكان يقرض الشعر ومن شعره:-
اتغفل يابن احمد والمنايا.
شوارع يخترمنك عن قريب
أغرك ان تخطتك الرزايا
فكم للموت من سهم مصيب
كؤوس الموت دائرة علينا
فما للمرء بد من نصيب
الى كم تجعل التسويف دأبا
اما يكفيك انذار المشيب
اما يكفيك انك كل يوم
تمر بقبر خل اوحبيب
كأنك قد لحقت بهم قريبا
ولا يغنيك افراط النحيب.
وقال الزاهد أبو عبدالله اليونيني: لما كنت أسمع شناعة الخلق على الحنابلة بالتشبيه، عزمت على سؤال الشيخ الموفق ابن قدامة عن هذه المسألة، وهل هي مجرد شناعة عليهم أو قال بها بعضهم؟ أو هي مقالة لاتظهر من علمائهم إلا إلى من يوثق به؟ وبقيت مدة شهور أريد أن أسأله، وما يتفق لي خلو المكان، إلى أن سهل الله مرة بخلو الطريق لي، وصعدت معه إلى الجبل(جبل قاسيون)
فلما كنا عند الدرب المقابل لدار ابن محارب ، ومااطلع على ضميري سوى الله عزوجل، فقلت له ياسيدي. فالتفت الي وانا خلفه فقال لي : التشبيه مستحيل، ومانطقت أنا له بأكثر من قولي : ياسيدي فلما قال ذلك تجلدت، وقد أخبر بما أريد أن أسأله عنه، وكشف الله له الأمر ، فقلت له: لم؟ قال : لأن من شرط التشبيه أن نرى الشيء ثم نشبهه، من الذي رأى الله ثم شبهه لنا؟
وقد اطنب المؤرخون- ولاسيما المعاصرون – في وصف زهد ابن قدامة وتقواه وتعبده.وشهدوا له بالكرامات الدالة على ايمانه وصلاحه. ظل يقوم بدوره البارز في نشر علوم الشريعة ومحاربة البدعة  حتى توفي في دمشق في شهر رمضان سنة 620 هجرية
وليس ابن قدامة الا  ابنا بارا من ابناء بلاد الشام التي دمرها بشار المجوسي واسياده  الفرس والروس  اهلكهم الله وخلص البلاد والعباد من شرهم.    كتبه  أ.د/علي محمد عودة الفامدي .

شاركـنـا !

أترك تعليق
صوت التطور لخدمات الويب
%d