وقفة عند آية من كتاب الله
*” وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ “* الأنعام 129
قال “عماد الدين ” ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره:
( ….وقال بعض الشعراء :
وما من يد إلا يد الله فوقها ☆ ولا ظالم إلا سيبلى بظالم
…. كذلك نفعل بالظالمين ، نسلط بعضهم على بعض ، ونهلك بعضهم ببعض ، وننتقم من بعضهم ببعض ، جزاء على ظلمهم وبغيهم)
والحق أننا إذا تأملنا تاريخ الحربين العالميتين (الاولى والثانية) نجدهما لا تخرجان البتة عن هذه السنة الربانية فقد ابتلى الله الظالمين بعضهم ببعض واهلك بعضهم بعضا. وصرفوا فائض قوتهم في بعضهم البعض.
فماذا لوبقيت لهم تلك القوة؟ أو وجهوها للمسلمين الذين كانوا في أقصى حالات الضعف والتأخر . ولكن ارادة الله فوق كل قوة وجبروت ولا يحدث في كونه من حادثة إلا بما يشاء ويختار . ولله الأمر من قبل ومن بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله كل الخير .في التاريخ الحديث العديد من الأمثلة المشابهة …الحرب الكورية وحرب فيتنام وحرب الصرب والكروات وحرب الصين وفيتنام وحرب التوتسي والهوتو والمذابح في لاوس وكمبوديا والحرب الأهلية في إسبانيا وفي إيرلندا الشمالية والجنوبية والحرب بين بريطانيا والأرجنتين وبين السلفادور والهندوراس …الخ . للأسف الشديد ذهبت الدولة العثمانية ضحية لمشاركتها في الحرب العالمية الأولى وكانت النتيجة تحول تركيا الى دولة علمانية وتمزيق العالم العربي والإسلامي الى دول متفرقة ومتناحرة في ما بينها وإلى وقيام الكيان الصهيوني .
و الله لإنك ترى هذا رأي العين في الحياة اليومية
كان أحدهم ظالما و حقارا في ميدان العمل لا يحترم زملاءه و يعاملهم بكبر و إحتقار و مهانة، و قد كان جسيما ضخما طوله يتعدى المتر و تسعين .. و هو على تلك الحال من قبح الأخلاق لسنوات، حتى جاء إلى العمل شاب جديد و لم تمر فترة قصيرة حتى بدأ التصادم بينهما و لم يطل الأمر حتى انقضّ هذا الجديد على ذلك الظالم و أشبعه ضربا فأفقده ثلاثة من أسنانه و مرّغ به الأرض التي تلوّنت بدمه .. العجيب أن هذا الشخص حجمه هو نصف حجم ذلك الظالم .. و من يومها بقيت الحرب الباردة بينهما مشتعلة، فقد كان ذلك الجديد بمثابة المسمار في حذاء ذلك الظالم يحاصره أينما كان، فأصبح له كالعلقم و أفسد عليه علياءه و تبختره و تكبره .. و العجيب أن ذلك الشخص الجديد علاقته جيدة بالجميع إلا مع ذلك الظالم بقي معه على عداوة ظاهرة و لم يتقبله بتاتا و لم يتقبّل فكرة التوادد معه أبدا، و كأن الأمر مدوّن في جيناته و غرائزه .. و هكذا فقد وقع على الظالم بلاء من حيث لم يحتسب.