هزيمة_5_يونيه 1967م بل هي أم الهزائم التي قاد فيها جمال عبد الناصر أمة العرب الى أفدح هزيمة في تاريخها وظلت تعاني من نتائجها لمدة 50 سنة وستظل تعاني من نتائجها الكارثية خلال السنوات القادمة وحتى يأتي الله بأمره عندما تعود الأمة الى رشدها وتتمسك بدينها الذي هو سر عزها وقوتها
كنت يومها في سن ال 15 وكنت شغوفا بالاخبار الى اقصى حد .وكنا نصدق الاكاذيب الاذاعية التي يقودها احمد سعيد والاكاذيب الصحفية التي يقودها هيكل .
كان أحمد سعيد على رأس صوت العرب.وكان هيكل على رأس صحيفة الاهرام اشهر صحيفة في العالم العربي .وكان مضمون تلك الاكاذيب أن ساعة استرداد فلسطين ورمي اليهود في البحر قد حانت. وتأتي الخطوات الكبرى التي قادت الى الكارثة العظمى
1_جمال عبدالناصر يطرد قوات الطوارئ الدولية من سيناء تمهيدا للمعركة .
2-جمال عبدالناصر يغلق مضائق تيران في وجه الملاحة الصهيونية ويخنق اليهود بالحصار .
3-ارتال الدبابات تمر في شوارع القاهرة في طريقها لتحريركل فلسطين.ولتعيد الشعب الفلسطيني بأكمله الى أرضه ونحن نستمع تلك الاكاذيب ونزداد شوقا لرؤية التحرير والنصر العظيم الذي لم ولن يرى العرب مثله .
وتندلع الحرب في فجر 5يونية وتدمر الطائرات الصهيونية طائرات ومطارات جمال عبدالناصر في الساعات الاولى وتزحف القوات البرية الصهيونية وتبتلع الضفة الغربية بمافيها القدس وغزة وكل سيناء حتى قناة السويس وتتسلم الجولان صفوا عفوا من حافظ الاسد. ولازلنا نحن جماهير العرب نعيش تحت تأثير أكاذيب الاذاعات العربية التي تخبرنا كذبا ان جيوش العرب على مشارف تل أبيب وانها تحرر جبل المكبر غرب القدس!! ولم نعلم بالهزيمة النكراء الا في نهاية الحرب عندما اعلن جمال استقالته وخرجت جماهير الدهماء تتظاهر وتطالبه بالعودة الى منصبه والاستمرار في قيادة الامة بدلا من محاكمته وإنشاء جيش مسلم مثل الجيوش التي ازالت الدول الصليبية على يد آل زنكي وصلاح الدين وبيبرس وقلاوون وابنه. ويعود جمال للرئاسة ويسمي أم الهزائم نكسة وانه سيعمل على إزالة آثار العدوان وفي سوريا يقطف حافظ اسد ثمرة خيانته بتسليم الجولان فيقوم بما اسماه الحركة التصحيحية سنة 1970م ويستولي على السلطة في سوريا ليضعها على باب الكارثة التي تعيشها اليوم على يد ابنه بشار والتي هي في حقيقتها نتيجة من نتائج هزيمة 1967م والتي تملأ نتائجها الكارثية مجلدات. ومن تلك النتائج ان منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تطالب قبل الهزيمة بفلسطين كلها من النهر الى البحر أصبح جل هدفها الضفة الغربية فقط بل واصبح هدف السلطة استمرار دفع رواتب افرادها فقط اما القضية الكبرى فقد تبخرت في نظرها ومن نتاج هزيمة 67 ان القدس اكتمل تهويدها فأصبح اليهود هم الاغلبية فيها وأهلها هم الأقلية اما جمال عبد الناصر فهو الذي بدأ السير بعد الهزيمة وراء مبادرات السلام الامريكية بقبول مبادرة وزير خارجية امريكا روجرز.ولم يستطع ازالة شيء من اثار العدوان الذي أعلن أنه هدفه الرئيس .وكان آخر أعماله محاولة قتل ملك الاردن حسين بفنجان قهوة مسموم فقدر الله كمايقول الدكتور محمد الجوادي ان يحدث الخطأ فيقدم الفنجان المسموم لجمال ويشرب حسين الفنجان السليم.
هذه روايتي لاكبر هزيمة في تاريخ العرب كتبتها باختصار كما عايشتها من الذاكرة واسأل الله وحده أن يزيل نتائج هذه الهزيمة ويردنا اليه ردا جميلا