نور الدين محمود وموقفه من الفلسفة :
كانت الفلسفة في ذلك الحين تشبه إلى حدٍ كبير العلمانية في عالم الإسلام اليوم، وقد علم نور الدين في سنة 568هـ أن سلطان سلاجقة آسيا الصغرى قلج أرسلان الثاني يعتنق مذهب الفلاسفة فزحف بجيشه على بلاد قلج أرسلان واستولى على بهنسا ومرعش ومايقع بينهما من بلاد ثم أرسل فرقة عسكرية إلى سيواس فملكوها ، فخاف قلج أرسلان فأرسل إلى نور الدين يستعطفه فرد عليه نور الدين بانه يجب عليه أن يلتزم بشرطين أساسين كما يقول ابن الأثير” أحدها أنك تجدد إسلامك على يد رسولي حتى يحل لي إقرارك على بلاد الإسلام، فإنني لا أعتقدك مؤمنا-وكان قلج أرسلان يتهم باعتقاد مذهب الفلاسفة- والثاني إذا طلبت عسكرك إلى الغزاة تسيره فإنك قد ملكت طرفا كبيرا من بلاد الإسلام وتركت الروم وجهادهم وهادنتهم، فإما أن تنجدني بعكسرك لأقاتل الأفرنج وإما أن تجاهد من يجاورك من الروم وتبذل الوسع في جهادهم ” وقد التزم قلج أرسلان بشرطي نور الدين فجدد اسلامه وإيمانه وتوبته على يد رسول نور الدين .واستأنف الجهاد ضد الروم وتمكن قلج أرسلان بعد أربع سنوات من هذه الحادثة سنة 572هـ من إنزال الهزيمة الساحقة بالروم في معركة ميريوكيفالون وهي هزيمة تعادل هزيمتهم في معركة ملاذكر ومعركة اليرموك .
فأنّى لكِ يا أمة الإسلام بمثل نور الدين يقف في وجه دعاة نبذ الإسلام ودعاة الفساد والإنحلال تحت مسمى العلمانية والليبرالية؟؟
كتبه ا.د.علي محمد عودة
متميز … استمر ….