الموقع الرسمي للدكتور علي بن محمد عودة الغامدي
نور الدين محمود ومشروعه العظيم

نور الدين تولى إمارة حلب بعد وفاة والده سنة ٥٤١ هجرية وكان في سن التاسعة والعشرين ولكنه أظهر من صنوف الحنكة والوعي مايفوق أي حاكم في الستين من عمره فقد تغلب على مؤامرات الارمن وحاكم الرها السابق جوسلين الثاني واسترد منهم الرها بعد أن احتلوها عقب وفاة والده وعمل بحنكة فريدة في فك التحالف بين حاكم دمشق القوي معين الدين أنر والصليبيين , وهو التحالف الذي منع والده من ضم دمشق فتقرب نور الدين من أنر وتزوج ابنته وكان لذلك التقارب وتلك المصاهرة أبعد الأثر في إفشال الحملة الصليبية الثانية التي قادها امبراطور المانيا كونراد الثالث وملك فرنسا لويس السابع

ونجح نور الدين في ضم دمشق الى دولته بعد وفاة أنر وأكمل بذلك مشروع والده ثم بدأ يعمل لتنفيذ مشروعه الضخم المتمثل في إزالة الدولة العبيدية من الوجود وإعادة الوحدة الدينية لقلب عالم الاسلام بعد أن مزقه الرفض اليهودي المجوسي لمدة قرنين من الزمان. ونجح نور الدين في ضم مصر سنة ٥٦٤ هجرية.

وفي سنة ٥٦٧ هجرية أصدر نور الدين أمره الى نائبه بمصر صلاح الدين باسقاط اسم الخليفة العبيدي من خطبة الجمعة واستبداله باسم الخليفة العباسي.

وما أن توفي نور الدين سنة ٥٦٩ إلا وكان قد أكمل معظم مشروعه فامتدت الجبهة الاسلامية من الموصل شرقا الى ليبيا غربا ومن جبال طوروس شمالا الى عدن جنوبا ولم يبق إلا اللبنة الاخيرة في مشروعه الضخم وهو تحرير القدس والأقصى من أيدي الصليبيين وأكبر دليل على أن هذا التحربر ضمن مشروعه أنه أمر نجارا حلبيا ماهرا أن يصنع منبرا للمسجد الأقصى وقال له: ” اجعله على أحسن صفة ” وأنجز ألنجار المنبر لكن الموت المفاجئ لنور الدين بالذبحة الصدرية وهو في السابعة والخمسين من عمره حال دون تحقيق أمله ولكن صلاح الدين لما فتح القدس أمر باحضار منبر نور الدين ووضعه في محراب المسجد الاقصى وظل به حتى أحرقه اليهود في حريقهم الشهير للأقصى سنة ١٩٦٩م هكذا كان قادة الامة زمن الحروب الصليبية لهم مشروعاتهم العظيمة في خدمة الاسلام والمسلمين. أما اليوم ويا للاسف أصبحت أمة الاسلام ممزقة وبلا مشروعات تخدم دينها وقضاياها بل تدور في فلك المشروعات الصهيوصليبية

شاركـنـا !

2 تعليقات
  1. جزاك الله خيرا على ما تنشره من كتب ومقالات وأبحاث في التاريخ الإسلامي والذب عن شريعة الله ، وحياض المسلمين !!!

  2. يقول عبدالله:

    كلام جميل وسليم الا ان فيه ضلم لحكام هذا الايام ففيهم من يبني ويصلح ولاكن الله لم يقدر الى الان كمال ذالك النجاح ومن اسباب ذالك خيانة بعض الحكام وشعب يركض وراء الامور الدنيوية …ان الله لايصلح مابيقوم حتى يصلحوا ما بي انفسهم… واما حكامنا لم ياتون من المريخ فهم منا ولو حكمنا لربما كنا نحن الفسقة وهم الاخير … علينا بأنفسنا

أترك تعليق

صوت التطور لخدمات الويب