الموقع الرسمي للدكتور علي بن محمد عودة الغامدي
عظمة الهجرة 

عظمة الهجرة
هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة هي أعظم نقطة تحول في التاريخ البشري بأكمله
وحتى نتبين هذه العظمة دعونا ننظر للتاريخ بهذا المنظور :
أمر الله جل وعلا موسى عليه السلام بأن يسري ببني اسرائيل فأتبعهم فرعون بجنوده فأغرقهم الله تعالى ونجا موسى وقومه. ولكن بني اسرائيل عصوا موسى بعبادة العجل لما غاب موسى لميقات ربه رغم أن هارون بين أظهرهم . بل وزعموا في التوراة التي حرفوها أن هارون هو الذي صنع لهم عجل من ذهب نسائهم ليعبدوه من دون الله ولم يذكروا شيئا عن السامري الذي فضحه القرآن.
ثم عصوا موسى برفضهم الدخول إلى الأرض المقدسة فعاقبهم الله بالتيه في الصحراء أربعين سنة.
أما عيسى عليه السلام فبعد أن رفعه الله إليه لم يمر على رفعه أربعين سنة حتى ظهر شاول الذي يسمونه ( بولس الرسول) فحرف عقيدة التوحيد التي جاء بها عيسى وزعم أن عيسى هو ابن الله وأن بني آدم ورثوا خطيئة أبيهم آدم وأن عيسى ابن الله صُلب – بزعمه – ليكفر خطايا بني أدم . ثم ضاعت العقيدة الصحيحة بعد تفرق النصارى إلى فرق متناحرة.
أما محمد صلى الله عليه وسلم فقد هاجر الى المدينة ووضع الأساس لأرقى مجتمع بشري عرفه التاريخ تجمعه عقيدة الاسلام ويسوده العدل والتآخي والإيثار. وقامت دولة الإسلام على التوحيد الخالص لله تعالى. ولم يمر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه إلا أقل من مدة تيه بني اسرائيل حتى فتحوا معظم العالم من حدود الصين شرقا إلى تونس غربا ومن جبال القوقاز شمالا إلى المحيط الهندي جنوبا ودخل الملايين من سكان تلك البلاد في الاسلام عن اقتناع كامل وارادة حرة
واصبحت دولة الاسلام اقوى وأعدل دولة في العالم. وهو ما لم يشهد له التاريخ الانساني مثيلا.
وبهذا المنظور يمكن لنا أن نتبين بعضا من عظمة الهجرة النبوية.
كتبه أ.د/علي بن محمد عودة الغامدي.

شاركـنـا !

أترك تعليق

صوت التطور لخدمات الويب