في سنة 450 هجرية سيطر العبيديون على بغداد عن طريق عميلهم البساسري الذي اعتقل الخليفة العباسي في بلدة حديثة وأقام الخطبة للعبيديين في بغداد .
وبدا الأمر وكأن العبيديين قد سيطروا على قلب العالم الاسلامي بأكمله , ولكن ذلك كان امرا مؤقتا بل هو اخر سعادة للعبيديين كما قال ابن ظافر الازدي , فقد جاء السلطان السلجوقي طغرلبك مسرعا الى بغداد فقتل البساسيري واعاد الخليفة العباسي معززا مكرما الى عاصمته وشرع السلاجقة في مهاجمة العبيديين وانحسر النفوذ العبيدي عن معظم بلاد الشام كما فقدوا السيطرة على الحرمين الشريفين لحساب السلاجقة والخلافة العباسية وبدأ العبيديون يعانون من ازمة اقتصادية طاحنة عرفت بأسم الشدة المستنصرية نسبة الى الخليفة العبيدي المستنصر واستمرت سبع سنوات حتى أكل الناس في مصر لحوم البشر
وانقطعت رواتب جنود المستنصر الذي يدعي العصمة فثار الجنود عليه فاستنجد الخليفة العبيدي بواليه على عكا بدر الجمالي ألأرمني فجمع الارمن من الشام وارتحل بجيشه الارمني الى مصر سنة 465 هجرية وسيطر على القاهرة واخمد الثورة وسيطر على الخليفة المعصوم وبدأ عصر الوزراء العظام من الارمن ولتنتهي والى الأبد أكذوبة الامام المعصوم بعد ان اصبح الأئمة ألعوبة في يد الوزراء الأرمن وقدخلف بدر الجمالي في منصبه بالوراثة ابنه الافضل وهذا الوزير الارمني هو الذي جلب من الشام الى مصر سنة 487 هجرية جمجمة زعم للعبيديين واتباعهم انها رأس الحسين رضي الله عنه ودفنها في القاهرة في احتفال كبير لتكون تعويضا لهم عن فقدان العراق الذي فيه المراقد المزعومة وسيطر عليه السلاجقة ومن هنا بدأت قصة مسجد الحسين
الباقي الى اليوم بل الحي كله اصبح يسمى الحسين .
وهكذا ينتهي خبر راس الحسين المزعوم الى وزير ارمني ابن وزير أرمني ولا سند له قبل سنة 467 هحرية.
ويذكر المقريزي في كتابه المقفى ان بدر الجمالي ارتحل من عكا بمئة مركب مشحونة بألارمن.
والمقريزي متعاطف مع العبيديين ويزعم الانتساب لهم وهذا حتى لايتهمنا انصار العبيديين بعدم الموضوعية فلم اعتمد تاريخ ابن كثير وانما المقريزي سليلهم بزعمه والمتعاطف معهم الى اقصى حد.
شكرا ..