الموقع الرسمي للدكتور علي بن محمد عودة الغامدي
سر الحقد الروسي على حلب وشمال الشام

(سر الحقد الروسي على حلب وشمال الشام)

الرئيس الروسي بوتين يحمل تجاه حلب حقداً دفيناً وثأراً قديماً يعود إلى ألف سنة خلت .عندما أنزل الحلبيون بالعساكر الروس هزيمة كبيرة وأخذوهم بين قتيل وأسير.  وكانت تلك الهزيمة في شعبان سنة 421هجرية الموافق أغسطس 1030 م .ففي تلك السنة قرر امبراطور الروم رومانوس الثالث استغلال المنازعات التي وقعت بين أمراء الأسرة المرداسية الحاكمة في حلب  للإستيلاء عليها  وضمها إلى دولة الروم . وينتمي الإمبراطور رومانوس إلى الأسرة المقدونية وهي الأسرة التي يكن لها الروس الإحترام والتبجيل  لأنها أرسلت إليهم المبشرين الأرثوذكس فأدخلوهم إلى النصرانية الأرثوذكسية. ومنذ ذلك الحين  دان الروس بالولاء للروم بعامة  وللأسرة المقدونية بخاصة.  وانخرط الروس في سلك جيوش الروم منذ اعتناقهم للنصرانية على أيدي مبشري الأسرة المقدونية.  وفي تلك السنة سار الإمبراطور رومانوس الثالث بجيوشه للإستيلاء على حلب .وكان معظم جيشه يتكون من الروس،والبلغار .والخزر والأرمن والاوكرانيين. وكان الروس هم العنصر الأكثر في الجيش.  ووصل الجيش المعادي الى قرب اعزاز وكان الوقت صيفا شديد الحرارة لم يألفهُ الروس. هنا تناسى الحلبيون خلافاتهم ووحدوا صفوفهم واستعانوا بالقبائل العربية القريبة من حلب و
كل القبائل التي تقطن شمال بلاد الشام. وكان امبراطور الروم قد أمر بحفر خندق حول معسكره قُرب حلب لحمايته من هجوم مُباغت .وأرسل سرية من جيشه للإستطلاع فظلَّتِ الطريق وباغتها المسلمون ومزقوها.فانهارت الخطط الحربية التي وضعها الإمبراطور ،واضطرب جيشه .فحاول الإمبراطور سحب جيشه إلى أنطاكية. وتحول الإنسحاب إلى هزيمة ساحقة وطاردهم المسلمون يقتلونهم بلا هوادة سيما العساكر الروس. أما الإمبراطور رومانوس الثالث فقد هام على وجهه لدرجة أنه خلعَ خُفَهُ الأحمر الذي اعتاد أباطرة الروم على لبسه ولبس خُفاً أسوداً حتى لايُعرف .وتمكن أخيراً من النجاةِ عائداً إلى بلاده في فلول قليلة . ولاشك أنَّ هذهِ الخسائر التي تكبدها الروس كان لها اليوم أسوأ الأثر في نفسِ الرئيس الروسي بوتين فهو يقوم اليوم بقصف حلب وكل شمال الشام إنتقاماً لمقتل الجنود الروس قبل ألفِ سنة …..ورب قائل يقول أن الرئيس الروسي بوتين لايعلم عن هذه الحادثة التي تتحدث عنها. فأقول بل يعلمها تمام العلم . فأنا كمؤرخ لم أعرف الكثير من تاريخ العلاقات الإسلامية الرومية إلا عن طريق المؤرخين الروس أمثال: فازلييف؛ وكونداكوف؛ وأوستروجورسكي.وغيرهم فهم رواد الدراسات الرومية في العصر الحديث…لذلك لاتستغربون هذا الحقد الروسي على حلب وشمال الشام.
كتبه أ.د/ علي محمد عودة الغامدي

شاركـنـا !

5 تعليقات
  1. يقول خالد الرشيدي:

    نجهل تاريخنا ونفتخر بمعرفة تاريخ الغير
    جزاك الله خيرا على تذكيرنا

  2. جزاك الله خير ونفع بك الإسلام والمسلمون … بالفعل هم يعرفون تاريخهم وتاريخنا أكثر منا لأن للأسف لا نقراء وهم يقرؤون.

  3. يقول yarob972@gmail.com:

    الدكتور العزيز
    جزاك الله كل الخير على جهودك
    اولاالروس صحيح ليسو بالجاهلين بالتاريخ، بل هوايتهم التعلم فابسطهم يحمل الدبلوميين و الثلاثه في الشعر والمسيقى و المهن المختلفه شديدي الشغف بالمعارف المختلفه مهنيه او الادبيه وقد كان لنا عندهم نوع من الاحترام في السابق و لكن نحن من واءدها لن ننقش كيف ومن ! بالتحديد ولا يوجد بريء من العرب او المسلميين عن هذه الخطيئة.
    حسب معرفتي بالروس ليسو بالعنصريين و العرق آريين ولا ينظرون بعدائية حتى لبناتهم او ابنائهم اذا اختاروا تغيير ديانتهم الى الاسلام او الزواج من مسلم او عربي اوعربي مسلم، ولا ينظرون حتى بارتياح للروسي اليهودي الذي ذهب الى الكيان الاسرائيلي بل بإزدراء او الشفقه عليه لانه لا يجد الرزق له الا هنا ( بديش انام حذاك) قال له برتاح من فساك في عندنا مثل زي هيك عفا على اللغه !
    ثانيا من جلب الجيش الروسي هم السوريين انفسهم في ظل وجود منافسه دينهم و الغرب اننا مطمع هذا شي وان لا نكون اصحاب اهليه حتى في حماية انفسنا و المساهمه في استقرار بلادنا هذا نلام عليه نحن وليس هم والزفت ابن الزفت بشار وابوه
    شكرا برفيسرنا العزيز يا ريت نعرف الاسباب الحقيقيه لما نحن فيه لا بالقاء اللوم على الروفض او الروس والامركان هم كلهم سواء
    نحن نحن نحن
    كل الاحترام كل الشكر لكم على جهودكم كتبها الله لكم

  4. يقول يعرب:

    ربما اكرر اعتذاري مرة اخرى باننا نحن الملامون وليس غيرنا نحن اكثر من نعرف الحقد المجوسي الصفوي و المسيحيين كلهم في حقدهم اوكرههم لنا سواء اتمنى ان يحذف كل التعليقين السابقيين وشكرا

  5. يقول amin:

    بارك الله فيك

أترك تعليق

صوت التطور لخدمات الويب