حدثت التغيرات في النصرانية لانها صيغت على يد البشر في مجمع نيقية عام 324 م
أما الاسلام فقد تكفل الله تعالى بحفظه ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )
ولن تسطيع قوى البغي والطغيان الكبرى وصنائعها في وسائل الإعلام الفاسد المفسد ان تحرفه أو تُغيره.
ومن والوسائل التي هيأها الله لحفظ دينه…
أولا:- انه بعث رسوله عليه السلام في أمة أمية لا تعرف الفلسفات القديمة كاليونانية فلم تتأثر بها قط.
والوسيلة الثانية التي هيأها الله لحفظ دينه ان الاسلام أقام دولته بنفسه زمن نبيه عليه السلام ولم يخضع زمن التأسيس لدولة اخرى فاستقرت عقيدته , اما النصرانية فظهرت في بلاد تسود فيها الفلسفة اليونانية وغيرها من الفلسفات القديمة فتأثرت بها واستمدت من عقائدها وصياغاتها الفلسفية في عقيدتها , كما ان النصرانية ظهرت وعاشت أكثر من 300 سنة تحت حكم أكبر امبراطورية عرفها العالم القديم لذلك من الطبيعي ان تتأثر بعقائد ونظم هذه الامبراطورية ولذلك يجمع المتخصصون في تاريخ ظهور الديانة النصرانية وانتشارها انها هي التي ترومت(اي صارت رومية) وليست الامبراطورية الرومانية هي التي تنصرت .
ولذلك نجد المحرف الاول للنصرانية بولس الفيلسوف اليوناني اليهودي الذي زعم ان بني آدم ورثوا خطيئة ابيهم ادم وانه لايكفر تلك الخطيئة الا قتل ابن الرب المسيح ليكفر — بزعمه الكذوب — عن كل خطايا بني آدم .
ويمضي الزمن والنصرانية خاضعة للامبراطورية الرومانية وقوانينها حتى زمن الا مبراطور قسطنطين وهو في الاصل ابن زنا انجبه الضابط الروماني قسطنطيوس من عشيقته هيلانة وهي صاحبة حانة في مدينة نيش بصربيا الحالية .
وفي سنة 313م اصدر قسطنطين ما عرف خطأ بأسم مرسوم ميلان وهو توجيه لاحد حكام الولايات الرومانية بالتسامح مع النصارى والتوقف عن اضطهادهم , بعد ان تعرضوا للاضطهاد والتشريد زهاء 300 سنة .
ولما حدث التسامح وظهرت النصرانية على السطح ظهرت الخلافات العقدية بين النصارى وانقسم النصارى انقسامات حادة حول العقيدة النصرانية لدرجة ان الامبراطور قسطنطين خاف ان يؤثر ذلك الانقسام على وحدة الامبراطورية فدعا الى عقد اول مجمع ديني في تاريخ النصرانية في مدينة نيقية ( أزنيق الحالية في غرب تركيا) سنة 324 م وحضر المجمع 2048 أسقف ورجل دين من كل العالم النصراني وجاء قسطنطين وترأس جلسات المجمع– وهو لايزال وثنيا لم يتنصر بعد– ووجه قرارات المجمع بما يخدم مصالح الامبراطورية .
وعندما انعقدت الجلسات ظهرت الاختلافات العجيبة الكثيرة في العقيدة النصرانية ولن اعرض هنا الا اهم اثنين منها ومن اراد ان يعرفها بالتفصيل فليراجع كتاب: الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لشيخ الاسلام ابن تيمية . أو كتاب الخطط للمقريزي ففيهما عرض كامل لتلك الاختلافات العقدية.
ومن اشهر الاراء التي طرحت في المؤتمر رأي آريوس السكندري الذي قال بأن المسيح مخلوق بشر وليس الاها وانه مر زمن لم يكن فيه المسيح موجودا وان الله هو الموجود وحده…… فأعترض على هذا الرأي اسكندري آخر هو أثناسيوس الذي قال: بأن المسيح هو ابن الله وبما انه ابنه فهو من جوهر ابيه فكما ان الأب أزلي فالابن ازلي أيضا وشبه الاب والابن مثل شعلة من نار انفصلت منها شعلة اخرى(تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا ) وزعم اثناسيوس ان المسيح الابن انما دخل في احشاء مريم لكي يكتسب الصفة البشرية وقد أيد أثناسيوس في اراءه 316 أسقف ووجد قسطنطين ان هذه العقيدة
تتوافق وتتماهى مع عقائد الرومان التي تقول بأن الاباطرة من نسل الالهة فأيدها واجبر الباقين في المجمع على تأييدها واتخذ المجمع قرارا بتأييد عقيدة اثناسيوس الشركية ورفض عقيدة اريوس ونفيه وحرق كل كتبه ورسائله وأصدر المجمع ما عرف بقانون الايمان اي العقيدة لما قبلتها وهي( نؤمن بالله الواحد الاب،مالك كل شيء صانع مايرى ومالايرى.ونؤمن بالرب المسيح ابن الله الواحد بكر الخلائق كلها ولد من ابيه قبل العوالم كلها ليس بمصنوع اله حق من جوهر أبيه الذي بيده اتقنت العوالم كلها وهو خالق كل شيء………………………………..الخ)
وهذه العقيدة او القانون حسب تسميتهم له ينقض بعضه بعضا ففي اوله الشهادة لله بأنه واحد ويليه الشهادة عليه تعالى بأنه له ولدا وهو اله مثله وأنه من جوهره وهذا في غاية الكفر والشرك وفي غاية الضد والتناقض لوحدانية الله تعالى الواحد الاحد لاشريك له ولاشبيه تبارك الله وتقدس عن كفرهم .
وقد جاء في أول هذا القانون ان الله خالق كل شيء وبعده ونؤمن بان المسيح خالق الاشياء كلها الذي بيده اتقنت فاثبت ان مع الله الها خالقا لكل شيء وهذا من افضح التناقض وكذلك قوله ان الله صانع مايرى وما لايرى فدخل فيه المسيح لانه بالضرورة مما يرى ثم اعقب ذلك بقوله المسيح خالق كل شيء وانه غير مصنوع وهذا تناقض ورعونة وقال ولد من ابيه قبل العوالم كلها وهو بكر الخلائق كلها فمتى خلق كل شيء قبل ميلاده وهو عدم؟ او بعد ميلاده وهو صبي رضيع؟؟ ومن كان يدبر السموات والارض ومن فيهما قبل ميلاده وايجاده وكيف يكون بكر الخلائق وهو الخالق لجميعها بزعم هذا القانون؟
لان معنى قوله بكر الخلائق اي اول ماوجد منها وكل عقيدة النصارى قائمة على على هذا التناقض والمحال ثم اذا كان المسيح ازلي مثل ابيه بزعمهم فكيف يكون احدهما والد والاخر مولود؟؟؟؟ ونحمد الله تعالى الذي انعم علينا بعقيدة الاسلام الواضحة الناصعة البينة المستقيمة التي تريح النفس .
ولذلك لا تعجبون من عقيدة هذه قصتها ان تمر بادوار لاحصر لها من التغييرات والتبديلات وكل ما بنى على باطل فهو باطل.
اما دين الاسلام فهو الحق وماسواه هو الباطل فلن يستطيع احد من البشر ان يغير او يعدل في عقيدته لان الله تعالى تعهد بحفظه ومن يدخل في مواجهة مع الله فمصيره الخسران المبين
[…] المصدر: الموقع الرسمي للدكتور علي بن محمد عودة الغامدي » حفظ ال… […]