حالة المجتمع الإسلامي الدينية في أسوأ حقبة مرت في تاريخ المسلمين حتى نهاية القرن السابع الهجري.
حقبة أسرة هولاكو في العراق وتركيا وايران وأرمينية وأذربيجان.
عهد أرغون بن أبغا بن هولاكو من سنة 683 حتى سنة 690 هجرية.
من الحقائق المسلم بها أن المؤرخين لا يهتمون في الغالب إلا بالحالة السياسية والحربية وقلما يتعرضون لحالة المجتمع وبخاصة الدينية. وفي هذه المقالة سوف نعرض لحالة المجتع الإسلامي الدينية في تلك البلاد حتى يكون في مقدوركم اليوم مقارنة حالتنا ومدى التزامنا بديننا .ليس مقارنة بالقرون الثلاثة المفضلة ولا بعصر نور الدين ولا بعصر صلاح الدين. بل بأسوأ حقبة مرت بالمسلمين في تاريخهم حتى نهاية القرن السابع الهجري. حيث كان السلطان الحاكم أرغون بوذي ووزير دولته الذي يدير أمورها يهودي لقبه سعد الدولة واسمه الحقيقي مردخاي.
والكاتب الذي كتب عن حالة المجتمع الإسلامي ليس مسلما بل من أشد أعداء الإسلام. أنه المنصر الكاثوليكي الإيطالي ريكولدو دي مونت كروسي. ولي فيه بحث مطول كماتحدثت عنه في تغريدات بعنوان: جذور الحقد الغربي على الآسلام.
ريكولدو هذا الذي كتب كتابا سماه دحض القران. له كتاب آخر تحدث فيه عن رحلته التى سار فيها من الشام إلى تركيا ثم الى كردستان والى مراغة في شرق ايران ثم توجه الى بغداد واستقر بها فترة من الزمان . وقد دامت رحلته في بلاد المسلمين ثلاث سنوات.
وكتب ما كتبه عن حالة المسلمين الدينية ليس حبا فيهم وآنما ليرسم صورة حقيقية تكون حافزا للنصارى للتمسك بدينهم.
يقول ريكولدو : – تجولت في تلك البلاد ولم أسمع قط أغنية داعرة فكل اغاني المسلمين تقديس وحب لمعبودهم ونبيهم. وأعمالهم تصل حد الكمال وهذا أمر مخجل للمسيحيين. فمما هو جدير بالذكر حماسة المسلمين للدراسة وطلب العلم. واخلاصهم الشديد في إيمانهم بدينهم وخشوعهم المذهل في صلاتهم. وعنايتهم الشديدة بصومهم. ومسارعتهم إلى المساجد لاداء صلواتهم مهما كانت مشاغلهم وطاعتهم الشديدة لعلمائهم. وكثرة توادهم وتراحمهم . وكثرة صدقاتهم وعنايتهم الشديدة بالفقراء والغرباء .وآهتمامهم بالأوقاف ومواريثهم التي يوصون بها قبل موتهم والتي يشترطون فيها أن يفتدى بها الأسرى الذين في أيدي المسيحيين. ما أروع توقيرهم لإسم الإلوهية وتوقيرهم لنبيهم. واحتشامهم في مشيهم ووقوفهم وجلوسهم وعذوبة معاشرتهم للغرباء وحسن ضيافتهم البالغة حد الكمال. والسلام الذي يصونونه مع بعضهم البعض . ويختم ريكولدو حديثه المطول بالقول : ان هذه الكلمات المذكورة انفا لانسجلها لاجل إطراء المسلمين .بل من أجل اخجال المسيحيين الذين يكرهون أن يعملوا شيئا من أجل قانون الحياة ،بينما أولئك الملاعين -يقصد المسلمين – يفعلون ذلك من أجل قانون الموت.
اقرأوا ايها المسلمون هذه الصورة وقارنوا حالتكم بها لتعرفون أين أنتم من دينكم.
مع ملاحظة أن الوزير اليهودي أقنع سلطانه أرغون بإرسال حملةحربية إلى مكة سنة 689 لتحويل الكعبة إلى معبد بوذي . ولكن الله أهلك الإثنين تباعا سنة 690 هجرية
كتبه. أد/ علي محمد عودة الغامدي
في أي مكان حكم أرغون وفي أي عام؟ بارك الله فيك ياشيخ.
لو كان المسلمون في تلك الفترة على ما تم وصفه من التزامهم بدينهم لما ابتلاهم الله بهولاكو
والله أعلم
الحمدلله
يبقى المسلمين على خير إذا تعلموا آداب الإسلام وإذا وصلوا للإيمان فهناك لا يسلط الله عليهم الكفار تصديقاً لقول الله
( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلًا )
( أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث )
نسأل الله ألا يسلط علينا بذنوبنا من لا يخافه فينا ولا يرحمنا
ويبقى لله الحكمة البالغة في ظهور أهل الباطل حيناً من الزمن ويحدث منها خيراً كثيراً
للمسلمين الصادقين منها تمييز المؤمن من المنافق وعدم اغترار أهل الحق لو لم يبتليهم الله بالجهاد ودفع الأعداء وتكون العاقبة لهم بإذن الله
قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت .