جاكيوس دي فتري منصًر جاء إلى الشام مع طلائع الحملة الصليبية الخامسة سنة٦١٤هجرية وقام بتعميد أطفال المسلمين الذين أسرهم الصليبيون من بيسان ووزعهم على راهبات ليقمن بتربيتهم وتنشئتهم نشاة كاثوليكية ثم صحب الحملة إلى مصر وبعد احتلال دمياط سنة ٦١٦ قام بتعميد الاف الاطفال من المسلمين
ولقد مات من أولئك الأطفال أكثر من ٥٠٠ طفل بعد غمسهم في ماء المعمودية – الذي يبدو أنه كان ملوثا – وأرسل بقية الأطفال الأحياء الى الراهبات الكاثوليكات في سواحل الشام لتربيتهم على العقيدة الكاثوليكية ويعتبر المنصر جاكيوس دي دفتري نقطة تحول في تاريخ حركة التنصير الموجهة إلى المسلمين
فقد دفع بقوة زخم تلك الحركة الخبيثة التي ظهرت في بداية القرن السابع الهجري بقيام منظمتي الرهبان الفرنسيسكان والدومنيكان اللتين أخذتا على عاتقهما نشر النصرانية الكاثوليكية في جميع أنحاء العالم ولم تقتصر جهود جاكيوس على تنصير المسلمين بل حاول كثلكة النصارى اليعاقبة والسريان وغيرهم.
أوليفر أوف كولون من دعاة الحملة الصليبية الخامسة ومنصًر أيضا رافق الحملة ومن جوار دمياط أرسل الى السلطان الكامل سنة ٦١٨هجرية رسالة يناشده فيها بحرارة عجيبة اعتناق النصرانية الكاثوليكية وترك الاسلام وزعم في رسالته – كاذبا – أن النصرانية انتشرت بالتبشير بينما انتشر الاسلام بالسيف
ولأن هذا الزعم الكذوب يتناقض مع الحروب الصليبية التي يشنها الغرب ضد المسلمين في عقر دارهم منذ أكثر من قرن من الزمان، برًر أوليفر تلك الحروب بقوله:(إن المسلمين يرفضون اعتناق المسيحية ويمتلكون القوة المسلحة ولذلك لم يبق أمام الأمراء الكاثوليك سوى استعمال السيف للدفاع عن المسيحية واستعادة حقها في فلسطين).
وشدد أوليفر على زعمه أن حق الكاثوليك في الأماكن المقدسة في فلسطين حق تاريخي كما قدًم أوليفر مبررا آخرا للحروب الصليبية وهو:(أن المسلمين لا يسمحون للمبشرين بالدخول الى بلادهم والتجول فيها بحرية والدعوة للمسيحية) والمتأمل في هذا النهج من التفكير يلاحظ أن الغرب لايزال ينهجه إلى الآن