بيبرس ومعركة ابلستين ضد المغول
لم يكتف الظاهر بيبرس بما سدده للمغول من ضربات في عين جالوت والبيرة،وبما أنزله بحلفائهم الأرمن من دمار في حملته على مملكة أرمينيةالصغرى سنة664هجرية. وإزالته لدولة أنطاكية الصليبية من الوجود في رمضان سنة 666 فضلا عن استرداد مناطق واسعة كانت بأيدي الصليبيين في فلسطين وشمال الشام.وتدميره لكل حصون الروافض الباطنية في جبال النصيرية واستعباده لمن بقي منهم على قيد الحياة بحيث أصبحوا بمنزلة العبيد تحت أمره وإشارته.
فقد سمع أن ملك مغول فارس أبغا بن هولاكو أرسل جيشا كبيرا إلى آسيا الصغرى الخاضعة للمغول بهدف غزو بلاد الشام .فسار بيبرس بقواته لصد الهجوم المغولي الجديد وباغت جيش المغول عند ابلستين(وتسمى أيضا البستان) في جنوب آسيا الصغرى سنة675هجرية ودمر الجيش المغولي بأكمله ثم سار إلى قيصرية وجلس على كرسي سلطنة سلاجقة آسيا الصغرى الخاضعة للمغول ثم عاد ظافرا آلى الشام.
اما أبغا بن هولاكو فقد جاءبجيش جديد للإنضمام إلى جيشه الهالك ولما وصل الى ابلستين وجد جثث جنوده تملأ السهول والوديان والوهاد فأصيب بصدمة نفسية رهيبة ولم يجرؤ على غزو الشام وانتقم من السكان المسلمين في تركيا وقتل منهم الكثير ثم عاد إلى فارس ليستعد لحملة كبرى لغزو الشام وهي أكبر حملة حشدها المغول ضد المسلمين وكان عددها 150 ألف مقاتل وأسند قيادتها لأخيه منقوتيمور بن هولاكو ووصلت الحملة إلى الشام سنة 680 بعد وفاة بيبرس لكن خليفته السلطان قلاوون تصدي لتلك الحملة الرهيبة وأنزل بها الهزيمة الساحقة بحيث لم يجرؤ المغول على تهديد الشام طوال عشرين سنة تالية
كتبه.أ.د/علي بن محمد عودة الغامدي