فيا حلباً أنّى ربوعك أقفَرتْ
وأعيتْ جواباً فهي لا تتكلمُ
وكنتِ لمن وافاكِ بالأمسِ جنةً
فما بال هذا اليوم أنتِ جهنّمُ
يعز على قلبي المعنّى بأنني
أرى ربعَكِ المأنوس قفراً ويعظمُ
أنوح على أهليك في كل منزلٍ
وأبكي الدجى شوقاً وأسأل عنهم ُ
و لكنمـــا لله في ذا مشيئةٌ
فيفعل فينا مايشاء ويحكمُ .
قالها ابن العديم ( المتوفى سنة : ٦٦٠ هـ )
في رثاء حلب …وذلك بعد اجتياح المغول وحلفائهم من النصارى الارمن والصليبيين لحلب سنة 658 هجرية وتخريبها وبيع سكانها في اسواق الرقيق . ولكنه لم يمض الا أقل من عام حتى مزق المسلمون المغول في عين جالوت في 25 رمضان سنة 658 هجرية بقيادة قطز وبيبرس. واستطاع بيبرس بعد ذلك ان يجعل المغول والارمن والصليبيين يدفعون اثمانا مضاعفة. فدمر مملكة الارمن بكاملها سنة 664 هجرية .ومحا دولة انطاكية الصليبية من الوجود بالكلية في رمضان سنة 666هجرية.وأباد جيش ابغا بن هولاكو بكامله في معركة البستان جنوب جبال طوروس سنة 675هجرية. فأنى لك يا حلب اليوم بمثل قطز والظاهر بيبرس
(وآ حر قلباه ) .