الصوفية والتصوف تقليد للرهبانية النصرانية:
كما أن إنشاء الزوايا والتكايا وإقامتها للمتصوفة للإقامة فيها وسلوك طريق التصوف والبدع داخلها ليس له أصل في دين الإسلام فلم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه ولا التابعون من بعده، وإنما هي بدعة مستمدة ومقتبسة من دين النصارى حيث ظهر في النصرانية منذ القرن الثاني الميلادي بدعة الرهبانية حيث عاشت طوائف من النصارى في البراري والقفار منعزلة عن حياة الناس ، يمارسون طقوسهم وعبادتهم وهذه الرهبانية هي التي أشار إليها القرآن الكريم بقوله تعالى في سورة الحديد(ورهبانية ابتدعوها ماكتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها) وكانت أهم الأسس التي قامت عليها حياة الرهبانية في الأديرة هي الزهد والعزلة والتبتل، ثم تحولت مع مرور الزمن إلى حياة ديرية إجتماعية. وفي تاريخ النصرانية أمثلة كثيرة جدا على تلك الحياة التي عاشها الرهبان، ففي بلاد الشام على سبيل المثال ظهر سمعان العمودي الذي اعتزل الناس وانقطع للعبادة على عمود من الصخر لمدة ثلاثين سنة مكتفياً بأن يدلي سلة صغيرة بواسطة حبل ليحصل على احتياجاته الأساسية، ثم بندكت التي الذي طور الحياة الديرية ونادى بأن يعمل الرهبان بتربية الماشية حول الأديرة ويمارسون بعض الأعمال الأخرى مثل غزل الأصواف ونسخ المخطوطات وانتشرت الإديرة البندكتية في سائر انحاء أوروبا في العصور الوسطى. ولما كانت حياة الرهبان تصادم الفطرة الإنسانية وتحرم عليهم الزواج فقد حفل تاريخ الأديرة بالكثير من الفضائح الأخلاقية مثل الشذوذ الجنسي وغيره من الفواحش، ولذلك كله نجد الرسول صلى الله عليه وسلم يجنب أمته هذا المنزلق الخطير الذي وقع فيه النصارى عندما علم بأن رهطاً من أصحابه جاءوا إلى بيته يسألون عن عبادته فكأنهم تقالوها، وأعادوا قلتها إلى ان النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر له ماتقدم من ذنبه وما تأخر. فقال أحدهم: أما أنا فأقوم الليل ولا أرقد، وقال الآخر ، أما أنا فأصوم الدهر ، وقال الثالث إما أنا فلا أتزوج النساء، فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال لهم أنتم قلتم كذا وكذا؟ قالوا نعم، قال: أما إنا فأقوم وأرقد ، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني أو كما قال صلى الله عليه وسلم.هذا إذا كان موقف النبي صلى الله عليه وسلم من التبتل والإنقطاع للعبادة فمابالكم بالرقص الجنوني والموسيقى الصاخبة التي مارسها الصوفية فيما بعد حتى اليوم،
فالزاويا والتكايا ومجالس الصوفية لم تنشأ في التاريخ الإسلامي إلا بهدف صرف المسلمين عن الجهاد وتعطيل المساجد عن أداء رسالتها العظيمة ولذلك فإن قادة الصوفية أمثال البدوي و النقشبندي والجفري وغيرهم إنما كانوا مقتدين بسمعان العمودي واضرابه وليس بمحمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه
كتبه ا.د.علي محمد عودة الغامدي