تحت هذه التغريدة سلسلة تغريدات تبين ان قتل الروافض لأهل السنة في بلاد الشام له سوابق تاريخية خلال انتشار الرفض في القرن الرابع الهجري
لم يكتف القرامطة الباطنية بما فعلوه في مكة سنة 317 هجرية من قتل الحجاج ونهب مكة وقلع الحجر الاسود بل شنوا بعد ذلك غارات مدمرة على بلاد الشام وكان القرامطة الباطنية يدينون بمذهب الرفض الاسماعيلي الذي تدين به الدولة العبيدية التي كانت قائمة حين ذاك في شمال افريقية ويتبعون خليفتها .
ولم تستطع الدولة الاخشيدية الحاكمة لمصر والشام في ذلك الحين مواجهة القرامطة لانها أصبحت بين فكي كماشة العبيديون من الغرب والقرامطة من الشرق ولحماية اهل الشام من قتل ونهب القرامطة اضطرت الدولة الاخشيدية ان تدفع للقرامطة جزية قدرها 300 ألف دينار سنويا مقابل وقف غاراتهم على الشام وبعد ان احتل العبيديون مصر سنة 358هجرية قرروا احتلال بلاد الشام لتكون منطلقا للقضاء على الخلافة العباسية ونشر مذهبهم الرافضي في عالم الاسلام وارسل العبيديون جيوشهم الكثيرة لاحتلال الشام سنة 359 وتمكنوا من الاستيلاء على جنوب الشام ودمشق بعد قتل وتنكيل ونهب واسع النطاق بسكانها .
ومن امثلة مافعله الجنود العبيديون بأهل دمشق ان احرقوا كثير من منازلهم وسلبوا اموالهم ولما ارسل اهل دمشق وفدا الى القائد يطالب بكف الاذى عنهم فأمر القائد العبيدي جعفر بن فلاح بالقبض على أعضاء الوفد وكانوا من أعيان ووجهاء دمشق فأمر جنوده فسلبوا ملابسهم واهانوهم وطردوهم وهم عراة فثار اهل دمشق بسبب تلك الاهانة فرد القائد العبيدي بوحشية بالغة فقبض على زعماء دمشق وامر بقطع اعناقهم جميعا فزادت كراهية اهل دمشق للعبيديين .
وانتقم الله لإهل دمشق على ايدي القرامطة حلفاء واتباع العبيديين بالأمس لأن الجزية التي كان يحصل عليها القرامطة انقطعت بعد احتلالهم للشام فقد سار الحسن بن احمد القرمطي بجيشه الى الشام سنة 360 هجرية والتقى بقائد جيش العبيديين جعفر بن فلاح وقتله في معركة شرسة مع كثير من جنوده وظلت الحروب مشتعلة بين القرامطة والعبيديين في بلاد الشام سبع سنوات – وكل منهما يطمع في السيطرة عليها- وكان لها أثار مدمرة على سكان بلاد الشام.
وكان سكان الشام وخاصة دمشق يكرهون العبيديين لانهم يريدون نشر عقيدتهم الرافضية بينهم وهم جميعا أهل سنة وبالغ الولاة العبيديون في التنكيل بهم.
وكان كل والي عبيدي يتولى على دمشق يفرض الضرائب الكبيرة على السكان ويصادر اموالهم مما جعل اهل دمشق يثورون مرات كثيرة على ذلك الظلم والعسف وكان الدافع لكل حاكم عبيدي لذلك الظلم هو انه يعلم ان ولايته على دمشق وجنوب الشام قصيرة فيجمع اكبر قدر من اموال الناس ليعيش بها بعد عزله .
وتوالت ثورات اهل دمشق ضد الحكم العبيدي وكان الذين يقودون الثورة في كل مرة هم شباب دمشق الذين تسميهم المصادر الاحداث ولهم رئيس يعتبر مقدمهم وفي سنة 387 هجرية ثار الاحداث على الظلم وطردوا الوالي الرافضي فارسل العبيديون جيشا كبير بقيادة محمد بن الصمصامة ليتولى الحكم على دمشق ووصل ابن الصمصامة الى دمشق واخذ يتقرب الى زعماء الاحداث ويقدم لهم الهدايا ثم دعاهم الى مأدبة طعام أقامها لهم ورتب بأن يدخلون مجموعة بعد أخرى.
وكلما انتهت مجموعة من الطعام يأخذهم الجنود الى المكان المخصص لغسل الأيدي فيضربون اعناقهم وتم قتل أكثر من ألف من خيرة شباب دمشق بهذه الطريقة وبهذه النهاية المفجعة لشباب دمشق تمكن الروافض العبيديون من اخضاع دمشق والسيطرة عليها وطبقوا هذا المنهج الدموي لإخضاع بقية مدن بلاد الشام .
والحق انني لو اكتب عشرة الاف تغريدة عن فظائع العبيديين في بلاد الشام لما تمكنت من حصر تلك الفظائع ولكن سأذكر حال دمشق في اواخرحكمهم الدموي.
قال المؤرخ غرس النعمة محمد بن هلال الصابي:-انه لم يبق من سكان دمشق سوى ثلاثة الاف انسان بعد خمسمائة ألف أفناهم الفقر والغلاء والجلاء وكان بها مائتان واربعون خبازا فصار بها خبازان والاسواق خالية والدار التي كانت تساوي ثلاثة الاف دينار ينادى عليها بعشرة دنانير فلا يشتريها أحد…….وأكلت الكلاب والسنانير( القطط) وكان الناس يقفون في الازقة الضيقة فياخذون المجتازين فيذبحونهم ويشوونهم ويأكلونهم…….
وهذه الحقائق شاهدها غرس النعمة بنفسه وسجلها في تاريخه وحفظ لنا روايته سبط ابن الجوزي في تاريخه ويكفينا هنا الاشارة بالابهام دون الاحاطة بالباع .
ليت المسلمون يقرؤن هذا التاريخ الأسود لعدوهم حتى يرجعو الي دينهم الحق فلا سبيل لهم للنصر والعزة الا بالعودة لله سبحانه وتعالى ودينهم الإسلام واتباع سنة نبيهم محمد عليه الصلاة والسلام .