الحملة الصليبية الثامنة على تونس قام بها ملك فرنسا العجوز لويس التاسع سنة ٦٦٨-٦٦٩هجرية بعد أن حلًت به الهزيمة الساحقة في حملته على مصر سنة ٦٤٨ فقد أقنع المنصرون لويس التاسع أن الملك الحفصي يريد ان يتنصر ولكنه يخشى ثورة شعبه إضافة الى رغبة لويس في الزحف على مصر المملوكية من الغرب وفي هذه الحملة يبرز دافع اقتصادي للحملة إذ رغب الملك الفرنسي وأركان قيادته بالهيمنة الكلية على تجارة غربي البحر المتوسط سيما بعد سيطرة شقيقه شارل أمير أنجو على صقلية فشجع شارل أخاه لويس على المضي قدما في حملته لتحقيق تلك الأهداف وكي يقبض على ثوار صقلية الذين فروا من وجهه إلى تونس ولم تغب أخبار هذه الحملة عن الظاهر بيبرس- الذي أسقط إمارة أنطاكية الصليبية سنة ٦٦٦هجرية – فأرسل بيبرس إلى قبائل برقة الأموال وحثهم على إرسال النجدات إلى إخوانهم في تونس. وقاوم المسلمون في تونس ببسالة – فقد فهموا أهداف الحملة – وشنوا هجمات استشهادية ناجحة على جحافل الجيش الفرنسي.
وكفى الله المؤمنين شر القتال. فكان الزمن صيفا في شهر أغسطس وحل الوباء بالجيش الفرنسي ومات الكثير منه وأهلك الله الملك لويس التاسع وهو على فراشه يتمتم مُكررا ” هيا إلى بيت المقدس” وأستطاع أخوه شارل أمير انجو وصقلية لملمة بقايا جيش أخيه والانسحاب من تونس يجر أذيال الخيبة والندامة!!