الموقع الرسمي للدكتور علي بن محمد عودة الغامدي
رسالة فيلدرز رئيس الحزب اليميني ورسالة البابا بيوس الثاني

الفرق بين الرسالتين:
بين رسالة فيلدرز رئيس الحزب اليميني الهولندي إلى الشعب التركي
ورسالة البابا بيوس الثاني إلى فاتح القسطنطينية السلطان محمد الثاني
سنة 864هجرية/1460م
———————————————-

يتضح من رسالة فيلدرز زعيم الحزب اليميني الهولندي مدى الاضمحلال والذبول الروحي الذي أمست فيه اوربا اليوم . وأنه لم يعد لها دين نصراني تركن إليه . إضافة إلى عجز النصرانية عن مجاراة انتشار الإسلام  ناهيك عن مواجهة دين الإسلام بوصفه دين الفطرة ودين الحق الذي اختاره الله تعالى لعباده. ويتضح لنا من لهجة فيلدرز مدى اليأس والقنوط الذي أصاب الغربيين وأن جل مايريدونه إسلاما أقل فقط .
وقد ذكرتني هذه الرسالة برسالة رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا بيوس الثاني التي أرسلها سنة 864 هجرية إلى السلطان العثماني البطل محمد الفاتح.وذلك بعد فتحه للقسطنطينية بسبع سنوات وحين كانت تكبيرات الجيش المسلم العثماني توقع الرعب والفزع في قلوب الغرب الأوربي حتى سواحل المحيط الأطلسي.
فقد كانت رسالة بيوس الثاني مليئة بالكبرياء والثقة بالنصرانية بعكس رسالة فيلدرز. وجاء فيها مخاطبا السلطان محمد:(…كذلك أنت جاهل بشؤوننا إنك لم تعرف قوة الشعب المسيحي”من أسبانيا الثابتة جدا،وفرنسا المولعة بالحرب إلى أبعد حد،  وألمانيا الزاخرة بالسكان، وبريطانيا القوية جدا، وبولندا الجسورة، وهنغاريا الناشطة جدا، وايطاليا الغنية جدا والشجاعة والمتمرسة بفن الحرب …فيجب ألا يظن التركي بسبب النجاحات السهلة بالسنوات القليلة الأخيرة أنه يمكنه أن يجتاح شعوب أوربا……ويواصل بيوس حديثه فيدعو السلطان محمد الفاتح إلى اعتناق النصرانية فيقول: شيء صغير يمكنه أن يجعلك الرجل الأكبر والأقوى والأعظم والأشهر في العالم. أنه ماء قليل تُعمًد به وتتحول للأسرار المقدسة للدين المسيحي وتؤمن بالانجيل…عندها نحن سوف ندعوك امبراطور الرومان والشرق…..ويواصل بيوس رسالته الى السلطان ويقول ان المسلمين والنصارى يؤمنون بأله واحد  ولكنهم يختلفون فقط حول طبيعة الرب…   ثم يدافع بيوس محاولا تبرير النصرانية ورد بعض اعتراضات المسلمين عليها …..) ولكن رسالة بيوس الثاني لم تجد نفعا في وقف الزحف العثماني على أوربا وكادت جيوش العثمانيين أن  تكتسحها في نهاية ذلك القرن ،لولا ظهور الدولة الصفوية من خلفها والتي طعنتها بخنجر مسموم في ظهرها فاضطر السلطان سليم لترك فتح أوربا الوشيك وعاد بقواته الى الشرق لمواجهة الدولة الصفوية التي أنقذت بخياناتها اوربا من الفتح المؤكد .

كتبه أ.د /علي بن محمد عودة الغامدي.

شاركـنـا !

تعليق واحد
  1. يقول ايهاب منيب:

    للأسف ستعود القسطنطينيه الى يد النصارى في آخر الزمان طبقا للحديث النبوي الشريف

أترك تعليق
صوت التطور لخدمات الويب
%d